الأدلة على أن الناس يعرفون بعضهم يوم القيامة
السُّؤَالُ
ـالسلام عليكم
أود الاستفسار عن أن الموتى يسمعون الأحياء ويرون أعمالهم؟
هل يعرف الأموات بعضهم يوم القيامة؟
ما حكم ملاطفة الفتيات ولكن من دون مواقعة؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فمسألة سماع الموتى كلام الأحياء قد سبق فيها جواب مفصل برقم ٤٢٧٦
وأما هل يرون أعمالهم وهم في قبورهم؟ فهذه مسألة يتوقف ثبوتها على الدليل الصحيح، لأنها من أمور الغيب، فيتوقف فيها ولا يتكلم فيها إلا بدليل.
ولا نعلم دليلا في ذلك.
أما هل الأموات يعرف بعضهم بعضا يوم القيامة؟ فالجواب عنه أن يقال: عندما يبعث الله الموتى يوم القيامة يتميز الناس:
... فمنهم الكافر، ومنهم المنافق، ومنهم المؤمن، وقد دلت نصوص الشرع على أن الناس يتعارفون يوم القيامة، ويتبرأ الكبراء من أتباعهم، كما قال تعالى: (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب) البقرة ١٦٦ وقال تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) الزخرف٦٧ ويعرف الناس الأنبياء عليهم السلام، ويأتونهم طالبين منهم أن يشفعوا عند الله ليخلصهم من هول الموقف، ثم يأتون الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها، أنا لها. فيشفع لهم، وهذا ما يعرف بالشفاعة العظمى والمقام المحمود الذي خص الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم. كما دلت النصوص على أن أهل النار يعرف بعضهم بعضاً ويتلاومون فيها، وأن أهل الجنة يتزاورون فيها ويتنعمون. كما ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون أي فلان: ما شأنك؟!
أليس كنت تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟!
قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه." أما أهل الجنة فهم يلتقون في سوق الجنة كل جمعة، كما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم المسك، فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا وجمالاً، فيقول لهم أهلهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً " وليس المراد هنا استقصاء الأحاديث في ذلك فهي كثيرة جداً. وحسبنا ما ذكرنا.
أما حكم ملاطفة الفتيات فإنه من أشد المنكرات خطورة، وأوسع أبواب الشر وأكثرها إثما. وراجع الجوابين تحت الرقمين.
٣٣٣٥ ٣٣٢٠
والله أعلم
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠١ جمادي الثانية ١٤٢٢