حسر الفرات عن كنز.. والحصار
السُّؤَالُ
ـقبل أن يدخل الإسلام العراق تحدث رسول الله عن حصار يتعرض له، كما تحدث عن جبل من الذهب يوشك أن يظهر بعد انحسار ماء نهر الفرات. نود أن نعرف ما جاء عن رسول الله في هذا الموضوع؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث بالمعنى المذكور في السؤال، منها: ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الفرات أن يَحْسِر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً.
ومنها: ما رواه مسلم عن أبي هريرة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو.
ومنها: ما رواه أحمد في المسند عن أبي هريرة كذلك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل عليه الناس، حتى يقتل من كل عشرة تسعة ويبقى واحد. صححه الأرناؤوط.
وفي رواية لمسلم عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: كنت واقفاً مع أبي بن كعب فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا، قلت: أجل، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبُنّ به كله، قال: فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون.
أما حصار العراق فقد رودت فيه أحاديث عدة أيضاً، منها: ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله قال: يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مُدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً، لا يعده عدداً. ورواه أحمد وابن حبان والحاكم. ... ... ... ...
وهذه الأحاديث -وما جاء صحيحاً بمعناها- نعتقد ونؤمن بأن مضمونها سيقع لا محالة لأنه إخبار من الصادق المصدوق، ولكن تطبيقها على واقع المسلمين لا يظفر به إلا أفذاذ العلماء وحذاق العلم، وليس لكل أحد أن يزعم تطبيق شيء من ذلك على الواقع، كما يحصل من كثير من الوعاظ والمدرسين، وعلى المسلم أن يفعل ما كلفه الله به من عبادته وحسن التوكل عليه، ولا ينشغل بما لا يعنيه لما في ذلك من الكلفة التي لا طائل من ورائها.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٠ صفر ١٤٢٤