الخلافة على منهاج النبوة في آخر الزمان
السُّؤَالُ
ـأتابع استفساري للفتوى رقم ١٠٠٣٤٤ حين قلت هل هذه الخلافة الراشدة على منهاج النبوة المذكورة في الأحاديث مرتبطة بهذا الإمام أي هو من سينشئها، وجاء في الجواب في الحديث الشريف رقم ٢ (( (يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا)) ) ألا يعني هذا أن الحقبة التي سبقته كانت الأرض ملئت ظلما وجورا وهو من سيملؤها قسطا وعدلا بعد ذلك وهو من قيل فيه ((يخرج في آخر أمتي المهدي)) ، في الحديث الشريف الآخر ((ثم يكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)) وهنا قال صلى الله عليه وسلم تكون ملكا جبريا وبعدها على منهاج النبوة وقال في الحديث الذي سبق أن الأرض ملئت ظلما قبل المهدي أمعقول أن تكون خلافة تسبق المهدي وتكون على منهاج النبوة ... هل نستطيع الربط هنا؟
أكمل الاستفسار بالحديث الشريف الذي رقمه بالإجابة ٦ هل يدل القول ((يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة)) على أن هناك تكون خلافة إسلامية متقسمة أم أن المقصود بكلهم أبناء خليفة أي حاكم ليس بالضرورة مسلما.
واستفساري الأخير إن كان ليس هناك أي رابط واضح بين أحاديث المهدي وأحاديث الخلافة الراشدة القادمة كما ستبينون لي إن شاء الله فإني أسألكم وأعتمد على الله ثم عليكم لتوضيح الإجابة ما هي كيفية إقامة الخلافة الإسلامية في زمننا بدءاً من إصلاح النفس لكل فرد حتى جلوس الخليفة المسلم على كرسي الخليفة
وأسأل الله أن يعينكم على الإجابة ويجري الحق على ألسنتكم.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: ٣٦٨٣٣، أن الظاهر أن الخلافة التي تأتي في آخر الزمان وتكون على منهاج النبوة أن المراد بها خلافة المهدي، ولا ينفي ذلك إمكان حصول خلافة على منهاج النبوة قبله.
وأما حديث: يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة.. فلا يبعد أن يكون الخليفة الذي يقتتل بنوه مسلما، ولكن خلافته ليست على منهاج النبوة، بل هي من أنواع خلافات أصحاب الملك الجبري المذكور في حديث أحمد.
وراجع في إمكانية حصول خلافة على منهاج النبوة قبل عصر المهدي، وفي أهمية السعي لقيامها، وفي أسبابه، والحرص على إقناع الناس بالتمسك بالمنهج الإسلامي الفتاوى التالية أرقامها: ٦٧٩٧٠، ١٦٢٨٦، ٣١٧٦٨، ٦٢٩٣٨، ٥٧٥٧٢، ٩٧٢٣٣، ٦٤٨٢٩، ٣٢٩٤٩، ٦٣٣٧٣، ٥٠٩١٩، ٤٨٩٨٧.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠١ ذو القعدة ١٤٢٨