نزول عيسى عليه السلام حقيقة ثابتة
ـالسلام عليكم هل تدل الآيات ٣٣من سورة مريم و٤٦من آل عمران و١١٠من المائدة على بشارات عودة المسيح عليه السلام باعتبار أنه لم يبلغ الكهولة فى حياته الأولى وأنه ليس فى كلام الكهل العادي ثمة معجزة وكما كان السلام فى يوم مولده معجزة وكان في وفاته بعد نجاته من القتل معجزة فلا بد أن يكون بعثه معجزة دنيوية.ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن نزول عيسى عليه السلام علامة من علامات الساعة الكبرى، وقد دل على هذه الحقيقة جمع من نصوص الكتاب والسنة سبق ذكرها في الفتوى رقم: ٨٢٩٥ وأما قوله تعالى: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (مريم:٣٣) فإن المقصود به بعثه حياً في الآخرة، قال القرطبي في تفسيره: ويوم أبعث حياً، يعني في الآخرة، لأن له أحوالاً ثلاثة: في الدنيا حياً، وفي القبر ميتاً، وفي الآخرة مبعوثاً. انتهى. وأما قوله تعالى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً (آل عمران: من الآية٤٦) ومثلها في الآية ١١٠ من سورة المائدة: (تُكَلم الناس في المهد وكهلاً) فقد استدل بها بعض العلماء على نزول عيسى عليه السلام، فقد نقل القرطبي عن أبي العباس أنه قال: كلمهم في المهد حين برأ أمه فقال: إني عبد الله، وأما كلامه وهو كهل فإذا أنزله الله تعالى من السماء أنزله على صورة ابن ثلاث وثلاثين سنة وهو الكهل. انتهى. وننبه إلى أن قول السائل: (وفاته بعد نجاته من القتل) - إن أراد بالوفاة الموت - فهو قول مخالف لما هو الراجح من أقوال أهل العلم من كون عيسى عليه الصلاة والسلام قد رفع حياً. ولمزيد من الفائدة في ذلك تراجع الفتوى رقم: ٩٩٩٢ والله أعلم.