زوجات المؤمن في الجنة
السُّؤَالُ
ـالله سوف يكرم الرجل في الجنه فسوف يجعل له ٧٤ زوجة ٢ من الدنيا و٧٢ من الحور العين يحبونه حبا شديدا بدليل قول الله تعالى (قاصرات الطرف) ، وقوله (على نساء الدنيا) عربا أي تحب زوجها، فهل الرجل أيضا سوف يحب أزواجه في الجنة بنفس هذه الدرجه أم هم للمتعه فقط، (الدليل) .
كما أن الرجل بطبيعته لا يحب غير امرأة أو يفضلها عن الباقي فما ذنب الآخريات (مع العلم بأن في الجنة لا توجد غيرة ولا حقد) ، فلماذا لا يجعل الله لكل امرأة زوجا تكون هي أغلى شيء له في الجنة كما للرجل أزواج يكون لهم أغلى شيء (الدليل) ، الحور العين سوف يكن نصيفات نساء الدنيا فهل المقصود من نصيفاتها أزواج زوجها أم فتيات أخريات؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله يكرم أهل الجنة بتحقيق طموحاتهم، لقول الله تعالى: لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ {النحل:٣١} ، ولقوله: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:٧١} ، ولقوله: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ {فصلت:٣١} .
ثم إن الله تعالى ميز الرجال عن النساء ببعض الخصائص فجعل المرأة لا تطمح لغير زوج واحد بخلاف الرجال، وما قدره الله تعالى في خلقه لا يعترض عليه ولا يقال فيه لماذا، فإن الله تعالى لا يسأل عما يفعل، بل الواجب التسليم والرضى بقدره واليقين بأن جميع أقداره لحكمة بالغة.
وأما مسألة تفاوت حب الرجل لأزواجه أو تساويه فهو من الغيب الذي لا يطلع عليه إلا عن طريق الوحي، ولم نعلم في الوحي كلاما حوله، مع العلم بأنه لا يوجد ما يشوش خواطر الزوجات ولا يوجد ما يؤدي بهن للغيرة أو المشاكل كما يقع بين الضرائر في الدنيا.
وأما الحور العين فهن أزواج رجال الجنة، كما قال تعالى: وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ {الدخان:٥٤} ، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٤٤٧٦، ١٠٥٧٩، ٥١٤٧، ١٢٩٩٤.
وليكن اهتمامك منصبا على الأعمال المفضية لدخول الجنة والحصول على الدرجات الرفيعة فيها، واشغلي فكرك بتعلم الدين وتعليمه والدعوة إليه.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٨ صفر ١٤٢٦