دخول الجنة ونيل رضوان الله متلازمان
السُّؤَالُ
ـالسلام عليكم
ما رأيكم في هذه الأبيات
أن تدخلني ربي الجنة ... هذا أقصى ما أتمنى
فهل دخول الجنة أقصى ما نتمنى؟؟؟؟؟؟؟ وأنا أعتقد أن رضى الله هو أقصى ما نتمنى
فما رأيكم؟؟؟؟؟؟ لأنني مشاركة في منتدى النشيد ووجدت هذه الأنشودة؟؟؟؟؟؟؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أقصى ما يتمناه المرء العاقل هو أن يدخل الجنة دار السعداء، وأن ينجو من النار دار الأشقياء. وهكذا كان عامة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يدور حول هذين الأمرين، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل: ما تقول في الصلاة؟ قال: أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال صلى الله عليه وسلم: حولها ندندن. رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة، وقال الألباني إسناده صحيح.
والدندنة: أن يتكلم الرجل بكلام تسمع نغمته ولا يفهم. ومعنى قوله"ما أحسن دندنتك" أي لا أحسن مسألتك الخفية.
وبمثل هذا كانت أماني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عامة أدعيتهم كذلك فيها.. يسألون الله الجنة ويستعيذونه من النار، وهكذا الصالحون من عباد الله شأنهم أن الجنة غاية أمانيهم. ولهذا فهم دائماً يسألون ربهم أن يدخلهم الجنة، ويستعيذون به من النار، كما جاء في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون اللَّه عز وجل تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً، فيقول: فماذا يسألون؟ قال يقولون: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً. قال: فمم يتعوذون؟ قال: يتعوذون من النار؟، قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافةً، قال: فيقول: فأُشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء
لا يشقى بهم جليسهم.
أما رضى الله فإن العبد يناله إذا تمنى الجنة وعمل لها، وإذا دخل الجنة حلَّ عليه رضوان الله فيها كما في الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى؟ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا ربنا فأي شيء أفضل من ذلك؟! قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً.
والخلاصة هي أن الفوز بالجنة والنجاة من النار هي أقصى ما يتمناه المرء ولامنافاة بين دخول الجنة ورضى الله تعالى بل هما متلازمان، فنسأل الله لنا ولك ولسائر المسلمين أن يرزقنا الجنة ويعافينا من النار.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٠ جمادي الأولى ١٤٢٣