بقاء النار وخلود الكفار فيها
السُّؤَالُ
ـورد في برنامج ديني (الكلمة وأخواتها) يبث على قناة دبي الفضائية في الحلقة التي بثت بتاريخ ٣٠/١/٢٠٠م، وهو لفضيلة الدكتور أحمد الكبيسي، رد الدكتور الكبيسي على سؤال لاتصال هاتفي من أحد المشاهدين، حيث أورد المتصل فيما معناه حديثا نبويا قدسيا عن أن الله عز وجل يوم القيامة يضع قدمه (تبارك وتعالى عن التشبيه) في النار ويطفئها بعد مدة من الزمن لا يعلمه إلا هو (الله عزوجل) ..، ومتسائلاً المتصل عن مدى صحة هذا الحديث.
وقد أفاد الدكتور الكبيسي بأن الحديث صحيح، وتكلم بعدها عن الأبدية يوم القيامة، وأن الأبد هو فترة لها نهاية مما طالت مدة هذه الفترة، وضرب مثلاًَ أن المجرم قد يحكم بالحبس المؤبد ومن ثم يخرج من السجن بعد ٢٥ سنة، وبأن حساب المدة تختلف بين قياسنا إلى قياس رب العالمين، حيث إن السنة عند الله تبارك وتعالى هي خمسون ألف سنة مما تعدون وعذاب الكافرين في النار لملايين السنيين هو الأبد والخلود في النار وهي ليست بالقليلة أبداً، ومن ثم تكلم الدكتور الكبيسي عن فكرة الخلود في الجنة أو النار، وأن الله عز وجل يضع قدمه في النار ويطفئها، وأن الأبد لا بد أن يكون له نهاية بعكس السرمدية التي لا نهاية لها.
وأسئلتي لسماحتكم:
١- ما رأيكم بما طرحه الدكتور الكبيسي حول فكرة الخلود في الجنة أو النار، وهل إطفاء رب العالمين للنار يعني أن النار قد أخمدت، وبالتالي ما هو مصير الكافرين بعد إطفاء النار؟ وما مصير الجنة وخلود المؤمنين فيها؟ هل سوف يخرج من النار كل الكافرين الجاحدين بالله ويرفع عنهم العذاب؟
٢- ما هو الخلود في الجنة وهل هو محدود مثل النار كما أفاد الدكتور الكبيسي عن إطفاء النار حسب ما تقدم؟
٣- ما رأي فضيلتكم أدامكم الله حول ما أبداه الدكتور الكبيسي من فكرة الأبدية المحدودة النهاية والسرمدية التي لا نهاية لها.. وفكرة إطفاء النار، هل ذلك صحيح، وأرجو الاهتمام والرد على سؤالي.. حيث أرغب بشدة في معرفة واستيضاح صحة الكلام الوارد بالحلقة المذكورة، وقد راسلت إلكترونياً عدداً كبيراً من الدعاة وللأسف لم أتلق جواباً من أي منهم (لاأعرف سبب عدم ردهم) ؟ وأملي كبير بحصولي على رد شاف من فضيلتكم (جزاكم الله كل خير) .ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع على حديث يفيد أن الله تعالى يضع قدمه في النار ويطفئها وإنما اطلعنا على حديث الصحيحين: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط. هذا لفظ مسلم، وفي لفظ البخاري: فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله تقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض.
وليس في هذا الحديث ما يفيد إطفاء النار وفناءها، وإنما يفيد إنها تسأل ربها أن يملأها كما وعدها سابقا، فكلما وضع فيها فوج من الناس سحقتهم وسألت المزيد حتى إذا وضع الله فيها قدمه قالت قط قط قد امتلأت، وراجع الفتوى رقم: ٥٣٨٥٢.
وقد أشبعنا الكلام على بقاء النار وخلود الكفار فيها، وكذلك الجنة في فتاوى سابقة فراجع منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٢٢٨، ٧٤٨٥، ٣١٣٥٧، ٦٤٧٣٩.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٤ رمضان ١٤٢٦