أسباب المصائب التي تصيب العبد
السُّؤَالُ
ـأنا رجل يمني أعمل في السعودية ولدي والحمد لله تجارة طيبة ولكن في الفترة الأخيرة واجهت الكثير من المشاكل والأتعاب مثل أول مرة سرق مني مبلغ ١٨٠٠٠ ريال من ابن العم وثاني مرة سرق مني مبلغ ١١٠٠٠ وتأتي أيام وتذهب أيام وتحصل علي مشاكل وأخسر فيها مبلغ وقدره ١٠٠٠٠٠ ريال سعودي.
ولا أدري هل هو النصيب أو الحظ أو ماذا وهل المشاكل والمصائب التي واجهتها لها علاقة في أعمالنا اليومية أو أنها المقدر والمكتوب.
ولكم جزيل الشكر ... ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي بارك الله فيك أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، فكل ما أصاب العبد من مصيبة هي مكتوبة ومقدرة. قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا {الحديد:٢٢}
فبين الله تعالى أن كل مصيبة في الأرض أو في الأنفس مقدرة مكتوبة عنده جل وعلا قبل أن يبرأ (يخلق) الخلق أو النفس.
وننبهك إلى أمور
الأول: أن الله تعالى يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشُّورى:٣٠} فهذه الآية تبين أن سائر المصائب هي بسبب جنايات العبد وذنوبه، فننصحك أخي بالتوبة من الذنوب والاستغفار، وأداء الحقوق في هذا المال من زكاة واجبة أو صلة رحم أو نفقة على من تجب عليك النفقة عليهم، وكذلك التطوع بالصدقات فإنها تدفع السوء؛ كما في الحديث الصحيح: صنائع المعروف تقي مصارع السوء. رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهما وصححه الألباني.
الثاني: اعلم كذلك أن كل مصيبة يصابها العبد هي كفارة له؛ كما جاء في الصحيح: لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة إلا قص الله بها من خطاياه أو كفر بها من خطاياه. رواه مسلم. فاحتسب ذلك عند الله تؤجر.
الثالث: أنه ربما يكون ما أصابك بسبب عين فحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأكثر من الدعاء، وإن رقيت نفسك رقية شرعية فذلك حسن.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: ١٧٩٦، والفتوى رقم: ٣٣٨٦٠.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٤ رمضان ١٤٢٩