المستقبل بيد الله فلا يشغل العبد نفسه به
السُّؤَالُ
ـأود أولا الشكر على الإجابة عن كامل أسئلتي شاكراً لكم إجابتكم وإخلاصكم في استيفاء جميع جوانب الرد وجزاكم الله كل خير إن شاء الله ...
أنا أعتبر فتاة نشيطة في البيت والحمد الله رب العالمين ناجحة في حياتي الاجتماعية والزوجية ولكن في الفترة الأخيرة بدأت دائما أحس بحالة من القلق والخوف المستمر الذي لا يفارقني أحيانا حتى وأنا في أسعد أوقات أو وأنا نائمة بدأت تبادرني أفكار دائما خائفة مما سيحصل لي ولزوجي في المستقبل، فهل من الممكن أن يكون هذا الشيء سببه العين والحسد وخاصة أن أغلب الناس دائما يتكلمون عن النجاح الذي حققناه أنا وزوجي في حياتنا وأنا أشعر بالحسد وأنا متضايقة جداً من هذه الحالة وهي تجعلني دائما سرحانة وشاردة الذهن ويعكر علي صفو حياتي ويبعدني عن زوجي الذي أنا أحبه جداً وأكثر حالة الضيق الذي يصيبني هو بسبب انزعاجي بسبب ما يراودني من أفكار من أن أشياء سيئة ستحدث لزوجي, وأحيانا أتكلم مع زوجي وأحكي له كلاما يسره وأدعو له دائما ولكن هناك يكون شيء داخلي يحاول أن يقول عكس هذا الشيء مما يجعلني أتضايق وأشعر بأنني غير مخلصة له مع أنني جدا متعلقة به وأحبه، فهل ممكن أن يكون الحسد حيث إنه من فترة أصيب أخي بمرض نوبات كان خلالها تأتيه حالات من التشنج والتعب ننقلها بها إلى المستشفى وتم إجراء كامل الفحوصات له وكانت جميعها الحمد الله سليمة ولكن أرسلناها بعدها إلى أحد المشايخ الذي أكد أنه عين وحسد وقرأ عليه سورة البقرة وحدثت له حالة من التشنج وزالت كل هذه الأعراض بعد أن قام بما قال له الشيخ، وهل يمكن أن يكون الحسد سببا في عدم نجاح حملي ٤ مرات وأنا الآن حامل وأرجو الدعاء لي بأن يكمل الحمل على خير إن شاء الله.
كيف من الممكن أن يتأكد الإنسان أنه عمل له سحر أم لا، حيث إنني أذكر أني استيقظت يوما ورأيت على باب منزلي شيئاً غريبا يشبة الطين وقمنا بتنظيفه وكيف أتاكد من هذا الشيء هل هو سحر أم لا؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نشكرك على الاتصال بنا ونسأل الله لك العافية، ونفيدك أنه ليس عندنا ما يمكن الجزم به في معرفة كون الإنسان مصاباً بسحر أو حسد، ولكنا ننصحك بأن توقني أن مسألة المستقبل تتعلق بقدر الله وقضائه، وباشتغالك أنت وزوجك بعبادة الله والتعوذ بالتعاويذ المأثورة والأذكار المطلقة والمقيدة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يعصمك من جميع المخاطر ويحقق طموحاتك وينجح حملك ويسعدك في مستقبل حياتك، فقد قال الله تعالى: وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {آل عمران:١٣٠} ، وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:٩٧} .
وننصحك بالإكثار من الصدقة وتلاوة القرآن، ويمكن أن تقدمي استشارة للإخوان في الاستشارات النفسية والصحية في الموقع لعلهم يفيدونك في الموضوع أكثر.
وراجعي للإفادة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٣١٠، ٥٨٥٦، ٧١٥١، ٥٢١٢٢، ٧٩٦٧، ٨٠٦٩٤، ٥٨٠٧٦، ٣٣٨٦٠.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٤ ذو القعدة ١٤٢٨