الزواج هو بقدر الله وقضائه
السُّؤَالُ
ـلقد قبلت الزواج من رجل متزوج، وقد تم الزواج فعلا رغم أنني علمت أن وضعه المادي ضعيف جدا، ولكن بفضل الله أنا إنسانة قنوعة وراضية بما يرزقني به الله، فلا أطالبه بأي نفقات أو مصاريف فوق طاقته إلا أن زوجته الأولى غاضبة جدا وتعتبرني سارقة للقمة أولاده، وأنني مخطئة وربما مذنبة لأنني وافقت عليه وأنا أعلم وضعه المادي
سؤالي: هل قرار الزواج من هذا الرجل هو من اختياري ١٠٠% وبذلك أتحمل أنا ذنب أولاده وزوجته وعلي أن أتراجع عن هذا الأمر.
أم هذا الزواج من هذا الرجل بالذات كان لا بد أن يحصل لأنه نصيب ومكتوب لنا (قدره الله لنا) ليس لنا دخل فيه.
أرجو توضيح مفهوم القضاء والقدر بشيء من التفصيل لأن هذا الموضوع غامض بالنسبة لي وأرغب جدا في فهمه, وهل الزواج من اختيارنا المحض أم لا؟
علماً بأنني قبل الموافقة على هذا الرجل عملت الاستخارةأكثر من مرة.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اختيارك لهذا الزوج بعد الاستخارة محض اختيار منك وهو حاصل بقدر الله وقضائه، فقد علم الله وقوعه وكتبه في سابق الأزل، وقد شاء ونفذ مشيئته وخلقه، فاختيارك وأفعالك كلها من خلق الله، ولن تستطيعي فعلها إلا بقضاء الله وقدره وإعانته؛ كما قال تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصافات:٩٦} ، وقد أحسنت في تخفيف مؤونتك، وإذا كنت قنوعة ولا تكلفينه بما يؤثر على نفقته على أولاده فلا ذنب عليك فيما حصل، وبالاستعانة بالدعاء والالتزام بالتقوى ييسر الله أمركم ويسهل حالكم ويفتح لكم من فضله، فالزواج من أسباب الغنى؛ كما قال الله تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور:٣٢} وراجعي الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: ٧٤٦٠ / ١٢٦٣٨ / ٣٨٠٨٣ / ٦٩٠٤٣ / ٣٢٩٨١ / ٧٨٦٣ / ٤٥٦٥٣.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٩ جمادي الأولى ١٤٢٧