دفع المصائب عن النفس ليس محاولة لمنع القدر
السُّؤَالُ
ـالسؤال الذي أود طرحه مهم ومستعجل جدا لذا أرجو أن تكون الإجابة بأسرع وقت جزاكم الله خير الجزاء، وهو أن مؤمنا قضى حياته بين ذكر الله والتقرب إليه لدرجة أنه كان يفرح بما يصيبه من ابتلاء ويحمد الله عليه ويذكر الله عز وجل في أحلك الظروف، وقد تعرض إلى قدر عظيم كانت من نتائجه ابتلاءات كثيرة بما في كل منها من تعقيد غريب وتفاصيل كثيرة هو على ثقة أن لو تعرض غيره إليها لجزع ويئس على أقل تقدير، إلا أنه يستشعر في كل ما يمر به حكمة الله ولكنه يشعر بضيق لم يكن يشعر به مطلقا في بعض الأحيان ويحزن أحيانا لما يرى، فهل يعد انزعاجه هذا إثما أو اعتراضا على أمر الله ,, والسؤال الأهم إذا كان قد شعر أن قدر الله سيحدث وحاول منعه بشتى السبل هل له توبة وكيف؟؟ أعتذر للإطالة وأدعو الله ان يثيبكم بالحسنى على إجابتكم؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن ما ينزل بالعبد من مصائب وآلام وأحزان، هو رحمة من الله تعالى به سواء كانت عقوبة على ذنب أو كانت ابتلاء لرفع الدرجات، فقد روى أحمد والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
وما يشعر به المرء من الضيق والحزن والانزعاج من المصائب التي تلم به، ليس فيه من إثم إذا لم يحمله ذلك على فعل شيء محرم، وذلك لأن هذه الأمور أفعال نفسية لا يستطيع الإنسان صرفها.
كما أن محاولة الإنسان دفع المصائب عن نفسه، لا تعتبر محاولة لمنع القدر، لأنه لا يعرف ما هو المقدور له، وبالتالي فإن ذلك لا يعتبر ذنباً.
وعلى أية حال فإن التوبة إذا كانت خالصة لله تكفر جميع الذنوب. ففي الحديث الشريف: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه ابن حجر
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٠ رمضان ١٤٢٦