زنا المحارم وعلاقته بالقدر
السُّؤَالُ
ـسؤالي يتعلق بمسألة القدر ولكن في أحد المجالات على سبيل المثال شخص زنى بأمه أو بأخته ثم حصل حمل
فهل هذا الطفل جاء إلى الدنيا بإرادة الله أو ليس بإرادةالله، أي قدر أم ليس قدر، وإن قلتم أنه ليس قدرا وليس بإرادة الله، إذا الصحيح في هذه الحالة لكي نرضي الله أن هذا الطفل أساساً كان لابد أن لا يأتي إلى الدنيا لأنه لا يوجد طريق شرعي آخر كان يمكن أن يأتي منه لأنه لا يمكن للشخص أن يتزوج أمه أو أخته، إذ الوجود ليس نعمة بل هو أمانة، إذا لم يخلقنا الله نعمة لنا، وما حكم هذا الطفل كيف يكون اسمه وهل قتله جائز
لا أريد كلاما تقليديا، موضوع القدر من المواضيع الشائكة والتي بحاجة إلي موهبة فكرية وفلسفية
إلي جانب العلم الديني لأن كثيرا منا يدخل الله في حياته بشكل خاطئ حيث يقول على أشياء أنها قدر وهي ليست قدرا والعكس حتى لو كانت كلها أشياء مشروعة
أفيدونا؟
وشكراـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أنه لا يكون شيء في الكون إلا بعلم الله تعالى وإرادته وقضائه وقدره، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره.
ولكن ينبغي التفريق بين نوعين للإرادة، الأول: هو الإرادة الكونية القدرية، وهي التي بمعنى المشيئة. والثاني: هو الإرادة الدينية الشرعية وهي التي بمعنى المحبة.
وانظر معنى كل منهما في الفتويين: ١٨٠٤٦، ٤٨٧٨٤. وعلى هذا فإن زنى والدي الطفل كان بإرادة الله الكونية القدرية، وليس بإرادته الشرعية الدينية. فإن الزنا وقع بعلم الله تعالى وبإرادته، لأنه لا يقع شيء في الكون رغماً عنه سبحانه وتعالى، ولكنه سبحانه لا يحب الزنا ولا يرضاه من عباده.
ولمزيد بيان راجع كتاب (القضاء والقدر) للدكتور عمر سليمان الأشقر، أو كتاب (الإيمان) للدكتور محمد نعيم يا سين، فصل القدر، حتى تعلم معنى القدر، ومراتبه، وثمرات الإيمان به، وغير ذلك.
هذا وينبغي عدم الخوض في مسائل القدر لأنها مزلة قدم، وانظر الفتوى رقم: ٥٣١١١. وما تفرع عنها من فتاوى.
والله أعلم ...
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٦ رمضان ١٤٢٦