زيادة الإيمان ونقصانه وعلاج الفتور
السُّؤَالُ
ـإخوتي في الشبكة الإسلامية.. أنا شاب في العقد الثالث من عمري, هداني الله تعالى إلى الصلاة قبل أربع سنوات شعرت فيها بلذة الإيمان, أحيانا كنت أحس بأن الإيمان يكاد يفيض من بين أضلعي، وأحيانا كانت تخف جذوته، هذا في الحقيقة لم يقلقني لأنني أعلم أن الإيمان يزيد وينقص، ولكن ما يقلقني الآن ويقض مضجعي هو حالة الفتور الشديد التي تلازمني منذ أكثر من شهرين، فأنا أصبحت لا أصلي إلا الفروض فقط, كما أنني لم أعد أستطيع استحضار الخشوع في صلاتي ولم أدخل مسجدا منذ ما يزيد عن الشهر، أصبح يلازمني شعور باللامبالاة وعدم الاطمئنان وكثرة النوم، وعلى النقيض الآخر فأنا شديد التحيز لدين الله لا أطيق أن أسمع كلاما يمس دين الله أو رسولنا الكريم إلا وكنت بالمرصاد (مع العلم بأنني أعمل في شركة يهودية في القدس) ، لا أعلم ما علي فعله ولا أعلم ما هي الحالة التي أنا فيها أصلي وقلبي ليس مع الصلاة.... فهل أنا منافق، هل صلاتي مقبولة، من أنا؟ ولكم الشكر الجزيل.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحمد الله سبحانه وتعالى أن وفقك للتوجه لطاعته والالتزام بالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، كما نسأله أن يوفقك للاستقامة على دينه ويعينك على أداء فرائضه، ثم اعلم أن الصلاة في الجماعة فرض على الرجل المستطيع فلا يجوز لك التخلف عنها إلا لعذر، ولبيان الأعذار التي تبيح التخلف عن الجماعة راجع الفتوى رقم: ٦٠٧٤٣.
أما ما ذكرت من زيادة الإيمان ونقصانه فذلك صحيح وسبب زيادته امتثال أمر الله تعالى والالتزام بطاعته بإخلاص كما أنه ينقص بالمعصية والعياذ بالله تعالى، أما الفتور الذي يعتريك فقد يكون ناجماً عن بعض المخالفات فعليك أن تتوب إلى الله تعالى ولا تستسلم للكسل والفتور، وقد ذكرنا بعض أسباب الفتور عن الدين وعلاج ذلك في الفتوى رقم: ١٧٦٦٦. ولبيان ما يعين على الخشوع في الصلاة راجع الفتوى رقم: ٩٥٢٥.
ثم إن النفاق ينقسم إلى قسمين نفاق مخرج من الملة والعياذ بالله تعالى، وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر وهذا لا ينطبق عليك والحمد لله لما ذكرت من شدة حميتك وانحيازك لدين الله تعالى ومحبتك لرسوله صلى الله عليه وسلم، القسم الثاني النفاق العملي وهذا يوجد عند كثير من المسلمين وقد بينا أمثلته وسبيل التوبة منه في الفتوى رقم: ٩٤٢٥٨.
هذا وننبه الأخ السائل إلى أنه يجب عليه أن يتوب إلى الله مما مضى من تفريطه في الصلاة وغيرها من الفرائض في فترة ما بين بلوغه وهدايته، وجمهور العلماء يرون أن عليه أن يقضي صلاة تلك الفترة، ولبيان كيفية القضاء تراجع الفتوى رقم: ٣١١٠٧.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١١ ربيع الثاني ١٤٢٨