ـمسلم قال بأنه يشك في صحة القرآن والعياذ بالله فقلت له لماذا فقال إن المصحف الحالي غير مرتب حسب نزوله فقد يكونون نسوا شيئا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإيمان بالقرآن وهو الاعتقاد الجازم بأنه منزل من عند الله وبأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ركن من أركان الإيمان، فمن يشك في صحة القرآن فهو كافر يرفع إلى القضاء ليستتيبه القاضي ويرفع عنه الشبهة، فإن رجع وتاب وإلا ضرب عنقه ردة.
أما لماذا لم يرتب حسب نزوله؟ فالجواب أن القرآن لو رتبت آياته حسب نزولها لتقطعت أجزاء السورة الواحدة وتداخلت، فإن السورة كانت تنزل جملة واحدة، وتنزل سورة أخرى منجمة على حسب الحوادث، فلو رتب على حسب نزوله لدخل في السورة آيات من سورة أخرى نزلت قبلها أو بعدها، ثم إن هذا الترتيب توقيفي من عند الله تعالى لا يغير ولا يبدل، وتراجع الفتوى رقم: ٥٤٨٦٢، والفتوى رقم: ١٠٣٢٥٨، والفتوى رقم: ١٠٨٢٨٩.