وجود الله وأسرار قدرته
السُّؤَالُ
ـأريد أن أستفسر لما وقع في حياتي أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٨ سنة، لا أتذكر أبي لأنه توفي وأنا صغيرة السن المهم لدي إخوة وأخوات، ولكن افترقنا في الصغر عشت أنا وأمي وأخي الصغير وجدتي في منزل قديم بعيدا عن إخوتي كنت أحس بالنقص من ناحية الملبس والأكل والنظافة والتجهيزات المنزلية اتجاه إخوتي ولم أكن أخرج كثيرا من البيت أخرج فقط للدراسة كنت متفوقة في دراستي لغاية الباكلورية، ولكن قليلا ما كنت أصلي رمضان كنت أصومه وكنت أخاف الله، لكن عندما دخلت إلى الجامعة قل اهتمامي بالدراسة وهناك تعرفت على طالبات وطلبة غير ملتزمين بالدين ليس لهم مبادئ، فهناك من لا يؤمن بالله أو لا يخاف جهنم وبعد ذلك حصلت على دبلوم ثم سافرت للخارج لأتم دراستي، لكن عند وصولي إلى هذا البلد بدأت أفكر فقط في الدين تاه عقلي في كثرة الديانات ذهبت إلى الكنيسة لم أقتنع بما يقولون وبعد ذلك بدأت أفكر هل الله موجود أم لا حتى جننت لأنه تارة عقلي يقول موجود وتارة أخرى يقول غير موجود وعندما كنت أقرأ الآيات القرآنية يتهيأ لي أنها معكوسة وكنت أحس أن شخصا يدفعني للرمي بنفسي من النافذة ولكن الحمد لله أنقدتني صديقة لي علما أنا طيبة كثيراً لا أعرف الشر أحب الناس إذا آذيت أحدا أستسمحه وأحب أمي وإخوتي وأثناء المرض بدأت أصلي وارتديت الحجاب الحمد لله شفيت الآن لكن ضاع مستقبلي لم يقبلوني في العمل بسبب مرضي بدعوى غير قادرة، أريد أن أعرف ما حصل لي هل هو غضب من الله لأني لم أكن أصلي منذ صغري، وكيف أحب الله في فأنا أحس بالذنب وأحس بقرب الآخرة ولم أعد أحب هذه الدنيا لأني أشعر مثل المحبوسة، فأنا ابتعدت عن جميع أشكال الحرام، وأشعر بصعوبة العيش في هذا الزمن الذي فيه الكثير من الحرام والفتن، فما العمل؟ وجزاكم الله خيراً.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي أنقذك مما وقعت فيه، ونهنئك على ما طرأ لك من الالتزام، ونفيدك بأنه يتعين عليك الانتباه لموضوع الصحبة، فالصاحب ساحب كما في المثل، وفي الحديث: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود.
فقد عرفت تأثرك السلبي من طالبات الجامعة الفاسدات، وعرفت الاستفادة الإيجابية التي حصلت لك من صديقتك مؤخراً، واعلمي أن العاقل المستخدم لعقله في التفكير لا يمكن أن يشك في وجود الله وهو يرى آثار قدرته وتصرفه في هذا الكون، أما رأيت تسييره للشمس من المشرق إلى المغرب كل يوم، وتقليبه الليل والنهار، وتصريفه الرياح والمد والجزر في البحار، وحيوانات تعيش في البحر مرتاحة وأخرى تهلك بمجرد ما تبقى دقائق غارقة وسطه، أما رأيت آياته في الناس في اختلاف ألوانهم ولغاتهم ومواهبهم وأحجامهم وحاجياتهم، فكم من مطعوم يُشفى به مريض ويمرض به صحيح، وكم من جو وبيئة يمرض فيها إنسان ويصح فيها آخر، هذا واعلمي أن الشك في وجود الله تعالى أو ربوبيته لخلقه أو حقه في العبادة كل ذلك كفر والعياذ بالله، والتوبة منه أن يجدد المرء الواقع فيه إسلامه، وعليه أن ينظر في المخلوقات بما يزيل عنه ذلك الشك ويقوي إيمانه.
وأما رجوعك للكنيسة فهو أمر مستغرب جداً من فتاة وصلت للدراسة العالية!! فكيف يلجأ مثقف للكنيسة وهو يرى تناقضها وعجزها عن الجواب عما يستشكل عليها من موضوع التثليث والتناقض بين الأناجيل المحرفة، وقد سبق أن بينا بعض ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٨٢١٠، ١٠٣٢٦، ٣٠٥٠٦، ٤٨٢٧٨.
وأما إضاعة الصلاة والصوم فراجعي فيما يعين على التوبة منه وعلى الدواء من المرض وإزالة ما تعانين منه من الكرب، ومشروعية السعي في العلاج مما هو مشروع في الفتاوى ذات الأرقام التالية مع إحالاتها: ٧٧٢٨٥، ٢٥٨٠٩، ٣٩٩٧١، ٤٨٥٦٢، ٩٣٤٧، ٥٣٣٤٨، ٧٠٦٧٠، ٤١٣٦١، ٦٤٢١٤، ٤٩٩٥٣.
وراجعي في دلائل وجود الله وتوحيده، وفي حكمة الابتلاء وما يعمل به عند نزوله الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٦٥٣٢٥، ٣٠٤٠٤، ٦٧٥٨٤، ١٣٢٧٠، ٩٨٠٣، ٧٢٤٥٨.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٤ رمضان ١٤٢٧