خطورة الاستهزاء بشعائر الإسلام
السُّؤَالُ
ـفي رمضان سألت عن مسجد لصلاة التراويح فأجابني قريب لي بنوع من التنقيص بأنه يقرأ بسور قل هو الله أحد وقصار السور فابتسمت هل أنا كافر؟
وجزاكم الله خيراـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب على المسلم أن يمسك لسانه عن القدح في أمر من أمور الدين ولو كان سنة من السنن، فإن عجز عن التطبيق فليستغفر الله دون اعتراض أو سخرية.
ولا خلاف بين العلماء في أن الاستهزاء بالله أو بآياته أو رسوله كفر أكبر مخرج من الملة، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُون*لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ (التوبة٦٥-٦٦)
قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى: اعلم أن العلماء قد أجمعوا على أن من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه فهو كافر، وكذا إذا أتى بقول أو فعل صريح من الاستهزاء. ا. هـ
فإذا كان صاحبك قال تلك المقالة قاصداً الاستهزاء بسورة الإخلاص وقصار السور، فقد أتى كفراً أكبر مخرجاً من الملة، وكان الواجب عليك أن تنهاه عن هذا المنكر العظيم بدل أن تبتسم في وجهه، وكذلك إذا قال تلك الكلمة استهزاء بصلاة التراويح، التي هي سنة من سنن الإسلام.
والحاصل أنه يجب عليكما التوبة إلى الله عز وجل، ومن تاب تاب الله عليه، وقد قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (الشورى:٢٥) .
ولمعرفة خطورة الاستهزاء بشعيرة من شعائر الإسلام، نحيل السائل إلى الفتاوى التالية: ٢٤٢٨٣ / ١٨٤٥ / ٥٤٤٢ / ٥٦٤٢
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٨ ذو القعدة ١٤٢٤