التكفير يبت فيه العلماء الأثبات وفق ضوابط دقيقة
السُّؤَالُ
ـ١-إني طالبة سنة ٤ عربية وأدرس في مادة الحضارة مسألة "الإفتاء المعاصر والوعي بالحداثة" ولذلك أرجو من فضيلتكم أن تمدوني بإجابة عن السؤال التالي في أقرب فرصة: ما مدى وعي الإفتاء المعاصر بمستجدات الحداثة اليوم؟ أعني الحداثة الإجتماعية والسياسية والعلمية (الإختلاط بين الجنسين، العولمة والاستنساخ) .
٢- ماهي المقومات التي من خلالها يتم تكفير المفتي للمفكر المسلم في عصرنا الحالي؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتكفير مرده إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فليس لأحد أن يقول عن قول أو فعل أو اعتقاد أنه كفر إلا إذا دل على ذلك دليل من الكتاب والسنة الصحيحة.
ولخطورة أمر التكفير وما يترتب عليه من أحكام بالغة الخطورة كقتل المرتد، وفسخ نكاحه، وقطع الصلة بينه وبين ورثته، ودفنه في غير مقابر المسلمين، وغير ذلك من أحكام، وجب أن يوكل أمره إلى العلماء الذين يدركون معاني الألفاظ ودلالاتها، ويميزون بين الأعذار والعوارض المعتبرة وغيرهما.
فقد يأتي الإنسان مكفراً من قول أو فعل أو اعتقاد، لكن حكم التكفير لا يقع عليه، لوجود مانع من جهل أو إكراه أو تأويل، وهذه الأعذار تختلف باختلاف الأحوال والأزمنة والأمكنة، وتختلف باختلاف المسألة وظهور أدلتها أو خفائها.
وقد كتب حول التكفير وضوابطه رسائل علمية قيمة، ننصحك بالرجوع إليها منها:
نواقض الإيمان القولية والعملية للدكتور (عبد العزيز عبد اللطيف) ونواقض الإيمان الاعتقادية للدكتور (محمد بن عبد الله الوهيبي) .
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٦ محرم ١٤٢٣