ـأنا لا أعرف أنا مخلوق لماذا، أحس أن بيني وبين الناس حاجزا، وأحس أنه لا أهمية لي في الحياة.ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله خلق الإنسان لعبادته وإقامة أمره وتحكيم شرعه. فمن حاد عن هذا الطريق فقد استحق عقاب الله، ومن امتثل استحق النعيم المقيم. قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ {الذريات:٥٦ـ٥٧} . وقال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً {الملك: ٢} .وأنكر سبحانه أن يظن أو يدعى أنه خلق الكائنات عبثا، قال جل من قائل: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ {المؤمنون:١١٥ـ١١٦} . فاعلم ـ أيها الأخ ـ أنك مخلوق من أجل عبادة الله، وأن ما تحس به من حواجز بينك وبين الناس، وما تجده من عدم أهمية الحياة إنما هو ثمرة البعد عن ذكر الله، فقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:١٢٤} .فعليك بتقوى الله وعبادته، وقوَّ إيمانك بالأعمال الصالحة لتحيا حياة سعيدة في هذه الدنيا وتجزى في الآخرة ثوابا وافرا. قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:٩٧} .