كيفية التحرز من الجن وممن يستعين بهم
السُّؤَالُ
ـما هو الجن؟ تعرفت على شخص يدعي أنه يتعامل مع الجن وأن الذنب ليس ذنبه! وقال له الجان معاذ لله أنه لن ينحل عنه إلا بعد أن يتزوج. لقد ادعى أشياء كثيرة منها أنه رأى مستقبلي وكان يجعلني أعيش برعب أنه مانع القدر عني وعائلتي. كان يقول لي إنه ربي على الأرض! ما مدى عذاب هذا الشخص مع أنه يصلي صلواته الخمس ويذكر الله. لقد أثر على حياتي حيث إنه كان يعلم ما أفعل. كانت من أوامره أن لا أعطي رقم هاتفي لأحد ومن مثيلها وعندما أعطيت الرقم لزميلة لي في آخر النهار جاءني يسألني بطريقة بشعة. وهناك الكثير من الأمور التي كانت تزعجني منه وتخوفني منه كان يهددني بقوته الخارقة. لقد ابتعدت عنه ولكن ما أزال قلقة. أنا أستعيذ بالله وأطلب منه الهداية والحماية لي ولعائلتي. أريد أن أعرف هل هو خيالي أم أن فعلاً هناك جن يمكن أن يكون يتعامل معهم.
أعتذر عن الأخطاء اللغوية، أنتظر الرد بفارغ الصبر. هل هناك أمر يجب علي القيام به لحماية العائلة ونفسي؟
جزاكم الله خيرا.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالجن خلق من خلق الله لهم أشكال وأجناس سترهم الله عن البشر فهم يروننا ولا نراهم، وأما تسخيرهم للإنس وحكم ذلك وبيان القول فيما يجوز منه وما يمنع، فقد ذكرناه مفصلا في الفتوى رقم: ٥٧٠١.
وأما كيفية التحرز منهم والأسباب المعينة على ذلك فانظري فيه الفتوى رقم: ٢٥٦٦ والفتوى رقم: ٥٦٨٩.
وننبهك إلى أن هذا الشخص لا يعلم مستقبلك ولا الجن تستطيع أن تعلم ذلك، قال تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ.
فكل ما يمكن من ذلك هو أن الجن قد يطلعون على بعض الأمور مما يسترقون فيه السمع فيزيدون على ذلك وينقصون ويكذبون كما ورد، كما أنهم قد يخبرون من يتعامل معهم ببعض ما يحدث في أماكن أخرى فيكون بالنسبة له هو وفي محيطه غيبا ولكنه معلوم لدى آخرين.
وأما كونه يستطيع دفع القدر أو الاطلاع عليه ومعرفة مستقبل المرء من صحة وسقم وبؤس ونعيم وغنى وفقر وغير ذلك، فهذا كذب محض وافتراء لا يجوز لمسلم أن يصدقه فيه، ومن اعتقد ذلك فقد كفر، فلا يعلم الغيب إلا الله، ولا راد لما قضى وقدر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في كتاب الله: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ {الأعراف: ١٨٨}
وإذا أردت فضح دعاويه فلتنظري إلى حاله فإنه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ضرا ولا يعلم ما في غده فتلك ترهات وأباطيل يرهبك بها، وذلك لا يجوز شرعا، فاستعصمي منه ومن شره بما ذكرنا من الأدعية والأذكار، وإذا كان هذا الشخص أجنبيا عليك فلا تحدثيه ولا تكلميه، فعلاقة المرأة بالأجنبي لا تجوز إلا ما كان من ذلك في حدود الشرع، وانظري الفتوى رقم: ٤٢٧٢٩، ٣٠٠٠٣.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٥ رجب ١٤٢٦