دخول الجني بدن الإنسي حق وواقع
السُّؤَالُ
ـبسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل جاءني أخ نعرف جميعاً في بلدتنا التزامه الشديد وأهل بيته، وقال لي إنه رأى النبي صلى اله عليه وسلم عدة مرات منها مرتان بصلي خلفه، وهذه الرؤيات على عدة سنوات، ثم رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رؤية غريبة مفادها: أنه رأى قوما يهجمون عليه بالسيوف ومن الهجوم تقريباً أصبح هامداً على الأرض فأحضروا له الطبيب فقال: إنه صريع الجان، أحضروا له من يعالجه، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم (( (والأخ أساساً درس على يد أخ يقول له إن حديث إخرج عدو الله فإني رسول الله ضعيف فهو لا يقتنع بدخول الجان داخل الإنسان وإنما يقتنع بالوسوسة)) ) فلعل كان ما ذكرت هو اقتناع الأخ فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أمامه فسأله هل هذا مباح (أو ما معناه هذا تقريبا) ً فكان رد النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا: الله أعلم.
وهو مرتعب من كلمة صريع الجان، وهذه الرؤيا لها عدة سنوات ولكنه تذكرها قريباً مع وسواس قهري يلازمه وهو مع علمه الكبير يرد دائماً على الوساوس ويزاول جميع الأعمال من دعوة أو صلاة ولكنه يتعبه نفسياً ملازمة الوسواس له.
وملحوظة تأثير الأخ الباحث في التحقيق الذي هو متأثر به يجعله دائماً حينما يقول له أخ سلفي مثلاً افعل كذا مما يذكرفي أمرالجان يرد دائماً عليه بهل هذا ورد، لأنه يؤمن أن علاقتنابالجن أمر غيبي لا يصح العمل فيه إلا بنص.
فآسف فأنا لا أرسل إلا المسائل التي لا أستطيع فيها الحكم، أو أكون متخوفاً فيها من أصدار حكماً وجزاكم الله خيراً والسلام عليكمـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن دخول الجني بدن الإنسان متفق عليه بين أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: ٣٣٥٢.
ولعلاج الوسواس القهري راجع الفتوى رقم: ٣٠٨٦.
وننصح صاحبك بعرض نفسه على طبيب نفساني موثوق به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا الهرم. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وأن يعرض نفسه كذلك على راق يرقي بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة.
وننصحك بتقوى الله حق التقوى، وأن تحذر من القول على الله بغير علم، فإنه من أكبر الكبائر كما أفاد الإمام ابن القيم رحمه الله، وغيره من أهل العلم. قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف: ٣٣} . وقال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء: ٣٦} .
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٢ رجب ١٤٢٥