حقيقة الدين ومضامينه
السُّؤَالُ
ـماهوأصل الدين هل هو عبادة الله وحده , أم هو استحقاق الله للعباده , بحيث لو أقر الشخص بأن الله هو المستحق للعبادة , ثم فعل الشرك فإنه يكون حينئذ لم يمس أصل الدين. بل مس صورة من صور العبادة؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأصل الدين شامل للأمرين: اعتقاد استحقاق الله تعالى وحده للعبادة، وعبادته سبحانه وتعالى بما شرعه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فمن خلا قلبه عن المحبة والتوكل والخوف والرجاء ونحو ذلك من عبادات القلب فقد فاته أصل الدين ولا شك، وإذا قام بالقلب ما ذكر من العبادات لزم ضرورة أن يتحرك البدن بالقول الظاهر والعمل الظاهر.
ومن أقر بالتوحيد ثم فعل الشرك فقد نقض أصل الدين، بعبادته غير الله تعالى، وهذا مما لا نزاع فيه بين العلماء، لكن الشخص المعين إذا وقع في شيء من ذلك لم يحكم بكفره إلا عند تحقق شروط التكفير وانتفاء موانعه، في تفصيل تجده في كتب الفقه والعقائد.
ومن حصر الشرك في اعتقاد وجود إله مع الله تعالى أو اعتقاد النفع والضر في غير الله فقد ضل ضلالاً بعيداً، فإن المشركين عباد الأوثان ممن نزل فيهم القرآن لم يعتقدوا في معبوداتهم أنها تخلق وترزق، ولا أنها مساوية لله تعالى في ذلك، وإنما قدموا لها أنواعاً من العبادات لتقربهم إلى الله زلفى بزعمهم، أو لتشفع لهم عند الله، مع كونهم يعرفون الله ويؤمنون به ويحجون له، ويحلفون باسمه ويفزعون إليه في الشدائد.
واعتقاد ألوهية غير الله كفر بمجرده؛ وإن لم يصحبه تقديم شيء من العبادات له.
وعبادته بالفعل كفر آخر، كما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم، ولمزيد التفصيل راجع الفتاوى التالية أرقامها:
٧٣٨٦
٩٤٧٦
٣٧٧٩
٣٨٦٩.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٤ جمادي الأولى ١٤٢٣