أسباب انتشار الشياطين وتسلطهم على الناس
السُّؤَالُ
ـأريد أن أسأل عن سبب انتشار المس وخاصة بين الفتيات مع العلم أنهن متحجبات وعفيفات وانتشار الجان أو السحر بشكل غريب في بلادي لدرجة أني أخاف عند السفر إلى بلادي فالأمر يعتبر مقلقاً ولا أدري ما السبب وأريد إجابة شافية؟ وجزاكم الله خيراـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأهم أسباب انتشار الشياطين في بلد ما، وتسلطهم على أهله نوجزها فيما يلي:
١- خوف الناس من الشياطين والاستعاذة بهم ونحو ذلك. قال الله تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) الجن:٦ ، أي خوفاً ورعباً. وقال تعالى (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران:١٧٥
٢- ضعف الإيمان وعدم التوكل على الله تبارك وتعالى، قال الله تعالى (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) النحل:٩٩-١٠٠ .
٣- عدم الاستعاذة بالله تعالى والالتجاء إليه بصدق وإخلاص لدفع الشياطين وكيدهم، لأن كيد الشيطان يضعف ويضمحل عندما يلتجئ المرء إلى ربه سبحانه. قال تعالى (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فصلت: ٣٦ ، وقال تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَهِ النَّاسِ*مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) سورة الناس فذكر الله والاستعاذة به يعصمان العبد من الشيطان.
٤- عدم تحصين المنازل بقراءة القرآن والذكر والصلاة ونحو ذلك.
٥- الوقوع في الذنوب والمعاصي والمنكرات فيسلط الله عليهم الشياطين، كما قال تعالى (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأنعام:١٢٩ وقال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) مريم:٨٣ والعاصي ينال بحسب معصيته ومخالفته من أذى الشياطين.
٦- تواجد السحرة والكهنة ونحوهم من الدجالين في البلد، فهم أكبر سبب لجلب الشياطين إلى ذلك البلد لأنهم يتعاملون معهم وينفع بعضهم بعضاً، كما قال تعالى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) الأنعام:١٢٨ .
ولهذا آذى اليهود النبي - صلى الله عليه وسلم - وسحروه، فوجود أمثال هؤلاء في بلد ما سبب لأذية أهله، فالواجب لطرد أمثال هؤلاء المجرمين والخلاص منهم ومن أعوانهم من الشياطين هو الاعتصام بالله تعالى والثقة به والتوكل عليه واليقين أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن كيد هؤلاء لا يؤثر إلا بقدرة الله تعالى وبسبب منا وتقصير في التحصن والاعتصام بالله.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: ٧٤٢٧.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٧ ربيع الأول ١٤٢٣