علة ضلال الجن
السُّؤَالُ
ـسؤالي إن الانسان يعمل المعاصي وذلك بوسوسة الشيطان....ونحن لا نرى الشياطين لكن بالنسبة للجن يجب أن يكونوا جميعهم صالحين بسبب: (أنهم يرون الشياطين ... أو لأنه ليس هناك أحد يضلهم فهم الذين يضلون فلذلك يجب أن يكونوا على أحسن إيمان بالله....فكيف يكونون مشركين وضالين ... ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن للضلال عدة أسباب:
فقد يكون منشؤه من هوى النفس الأمارة بالسوء المتبعة للشهوات، كما قال تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (يوسف: ٥٣)
وقد يكون بسب قرناء السوء، كما في الحديث: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقد يكون بسبب الغفلة والاغترار بالدنيا، قال الله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (الأنعام: ١٣٠) .
وليس ضلال الجن مرتبطا بإبليس، وذلك لعدة أمور:
١- ... ... أن الطبري في تفسيره ذكر عن قتادة في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ (البقرة: ٣٠) . ذكر عن قتادة ما يفيد أن الجن أفسدوا في الأرض قبل تسلط إبليس على الناس وعزمه على إغوائهم.
٢- ... ... أن إبليس إنما عزم على إغواء بني آدم، وقد سأل الإنطار لتحقيق ذلك، كما أخبر تعالى عنه بذلك في قوله: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (٦١) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء:٦٢) .
ثم إن ضلال الجن ثابت بعدة أدلة منها: قوله تعالى عنهم في سورة الجن أنهم قالوا: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (الجن: ١١) .
وقوله تعالى عنهم أنهم قالوا: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ (الجن: ١٤) .
وقد بوب البخاري على ثوابهم وعقابهم فقال: باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم وذكر فيه عدة أدلة.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٠ ربيع الثاني ١٤٢٥