ليس كل بلاء سببه السحر

السُّؤَالُ

ـبالله عليكم أفتوني في أمري أرجو من حضرتكم تفهم حالتي وإجابتي على جميع الأسئلة لأنني أرسلت مرارا وتكرارا لأكثر من موقع ولكن للأسف لم أجد أي إجابة.

أنا فتاة ملتزمة والحمد لله جميلة واحمل شهادة علمية في مجال العلوم الصيدلانية عمري الآن ٢٩ عاما أرجو قراءة جميع ما جاء في الرسالة بالله عليكم ...

بعد انتهائي من الدراسة الجامعية والله إلى لآن وأنا أشعر وكأنني مقيدة خلف قضبان حديد لا تنكسر أبدا حتى والله لا أعلم لم ذلك الشعور، المهم حصلت على عمل بسرعة والحمد لله وبعدها بعام رزقني الله بالحجاب فتحجبت على الرغم من التزامي الديني من قبل الحجاب، والله بعد أن تحجبت بدأت تظهر علي أعراض كثيرة كضيق في الصدر واريد العزلة وعدم الخروج من البيت وعصبية المزاج ودائمة الوحدة في غرفتي لا أحب تكليم الناس وعند قراءة القرآن اشعر بشرود ويلازمني البكاء وكلما جاء شخص لخطبتي يعجب بي وعندما يريد العودة لطلبي رسميا لا يرجع أبدا أو يريد العودة ولكن هنالك شيء يمنعه لا يعرف ما هو، ظل ذلك الحال سنوات إلى أن ساءت حالتي نفسيا وصحيا أصبحت نحيلة الجسم وأمرض باستمرار فذهبت لشيخ قرأ علي ومجرد أن قرأ علي بدأت أشعر بثقل في جسمي ورجلاي ترجف لا تستطيع حملي فداومت الذهاب عنده وطلب مني قراءة آيات معينة على زيت وزعفران ودهن جسمي بهما لأنني كنت أعاني من مس قال لي إن ما أعاني منه يجعلني كلما أراد شخص خطبتي أفكر مليون مرة وأخاف من الموضوع وبالفعل ذلك ما كان يحدث معي أو إن وافقت لا يعود الشخص لخطبتي شفيت بعد ذلك والحمد لله وشعرت يومها وكأني كنت أرتدي ثوبا ضيقا وأريد التخلص منه بعدها رزقني الله بعمرة وتحسنت نفسيتي الحمد لله، ولكن بعد عام تعبت مرة أخرى فاغتسلت بماء مقروء عليه لأنه قيل لي إنه يوجد سحر في بيتنا لأنني كنت أعاني من آلام رأس ودوار ينتابني لحظات ثم يختفي ولم أترك طبيب إلا وذهبت له ولكن دون جدوى وكان يصبح خدران في يدي اليسرى بعد ذلك انقطعت عن العلاج فجأة ولا أدري لم، ثم قرأ علي بعدها شيخ آخر فعندما قرأ علي بدأت يداي بالتشنج وأصابعي تتباعد عن بعضها فقال لي إنني مسحورة عن طريق الشرب وأمامي قرأ على ماء زمزم آيات الرقية ليس أكثر وطلب مني الاستحمام بذلك الماء والشرب منه تحسنت قليلا والحمد لله لكن مشكلة الزواج وقلة الرزق وعدم تحسن وضعي المالي وتحسن وضعي الوظيفي، كذلك كلما سعيت لتحسين وضعي لا شيء يحدث وكلما أردت تغيير عملي في آخر لحظة أغير رأيي وأتراجع فكلما أحد سألني كيف حالك أقول مثل أهل الكهف لا تغيير فأنا في سجن لا يريد أن ينفك، في منتصف شهر حزيران هذا العام حدث معي شيء حيث قبل ثلاث سنوات شاب معي في العمل فاتحني بموضوع الزواج وكان أول إنسان والله بحياتي أتقبله فهو ملتزم وشعرت براحة كبيرة تجاهه فأنا دائما أتخوف من الزواج ولكن سبحان الله معه بالعكس كنت مرتاحة وعندما عرض الموضوع على أمه وافقت وفرحت كثيرا لكن بعد فترة حلمت بأمه وكانت في هيئة مخيفة وجهها قبيح كنت أريد دخول منزلهم كلما حاولت الدخول تضع رجلها عند الباب وتمنعني دخوله فقلت له إن أمه سوف تعرقل الزواج قال لي أضغاث احلام ليس أكثر مرت ثلاث سنوات وهي تتحجج حججا غير مقنعه إلى أن قالت له على موتي إن تزوجت تلك الفتاة مع العلم أنها تعلم التزامي وبعمرها لم تر صورة لوجهي فعندما علمت أنه لا يوجد نصيب تعبت نفسيا لأنني كنت أتمناه من قلبي وحجتها الأخيرة كانت أنني كبيرة في السن عليه مع العلم هو يكبرني ب ٤ سنوات وتريد تزويجه بفتاة ليست أكثر من ١٨ عاما وهو رافض للفكرة ولا يهم عندها إن كانت ملتزمة الفتاه أو لا.

المهم لا أعلم هو إلهام من الله عز وجل قرأت آيات الرقية على نفسي وبعدها ثقلت يداي وتشنجت أصابعي ويدي اليسرى أصبحت كأنها مشلولة لا أستطيع تحريكها وعندي رهبة من القرآن فأنا أحفظ البقرة وآل عمران غيبا والنساء أصبحت أخاف من قراءتهم ذهبت للشيخ الذي عالجني من المس وقال لي عندك مشكله (عقدة) مصاحبة لآلام في الرأس واستفراغ كثير بدون سبب وآ لام قريبة من العين وبالفعل هذا العارض كان كل وقت دورة شهرية يلازمني ولا يذهب إلا بالقرآن فقرأ علي وبدأت أتحسن وقلت له يا شيخ لدي إحساس بأنه يوجد سحر في البيت وبعد القراءة تبين ذلك بالفعل أن سحر البيت مؤثر علي أيضا حتى كنا نشعر دائما بكآبة بالبيت المهم أنا الآن أتعالج عند شيخ ولا يستخدم سوى القرآن ومعروف بالصلاح، الشعور الذي يتملكني الآن بأن أهل الشاب ظلموني حتى أن الشاب نفر مني وأصبح لا يطيق رد السلام عليه إلا أنني أعلم كل فترة يسأل عني، فسؤالي بالله عليك يا شيخ هل ما حدث منه ومن أهله بسبب ما أعاني منه من سحر؟ والله أدعو الله ليلا نهارا ألا يظلمني الشاب وأهله لأنني أشعر بظلم كبير، ولا أعلم هل أنا أحلم أو بصدق إحساس وإلهام من الله فأنا لدي إحساس في أعماقي بأن ذلك الشاب من نصيبي ولا أستطيع التخلص من ذلك الشعور وحلمت بأمه وكنت مرتاحه لشكلها.............ـ

الفَتْوَى

خلاصة الفتتوى:

يجب عليك ألا تتهمي أحدا بفعل السحر بغير بينة، وما تشعرين به قد لا يكون سببه السحر، وعليك أن تواصلي الرقية الشرعية، واحذري الوقوع في العشق، واعلمي أن الرؤيا لا ينبني عليها عمل.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك أن تحسني الظن بأهل ذلك الشاب ولا يجوز لك أن تتهميهم بتعاطي السحر أو بفعله معك بغير بينة، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:١٢} وأما ما تشعرين به فليس بالضرورة أن يكون سببه السحر فقد يكون ابتلاء من الله تعالى، وعلى أي حال فإذا كان هذا المعالج صالحا -كما ذكرت- وكان يلتزم بالضوابط الشرعية من غض البصر وعدم الخلوة وعدم المس إلى غير ذلك فلا بأس بمواصلة العلاج معه، والأولى أن تبحثي عن امرأة تحسن الرقية الشرعية، ويمكنك أن ترقي نفسك.

وبخصوص ذلك الشاب فالذي فهمناه أنه تقدم لخطبتك ثم عدل عنها فإن كان الأمر كذلك فينبغي ألا تتعلقي به والرجال غيره كثير، وما قصر الزواج على رجل، واحذري الوقوع في العشق فهو داء دفين؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: ٩٣٦٠، فراجعيها للأهمية.

وننبهك على أن الرؤيا لا ينبني عليها عمل، ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: ٩٤٠١١، ٧٠٦٢١، ٧٦٠٥٥.

والله أعلم.

تَارِيخُ الْفَتْوَى

٠٨ رمضان ١٤٢٨