حكم من تشبه باليهود والنصارى
السُّؤَالُ
ـأنا شاب عندي ١٤ سنة ومشكلتي هي أنني مصاب يمرض الوسواس القهري وقد سبق لي الذهاب إلى طبيب نفساني ولكني قطعت العلاج لأن الدواء يكون سببا في العقم فلهذا تركته ومازالت الوساوس القهرية تطاردني من مكان إلى مكان حتى إني بدأت التفكير في الانتحار وليس هذا فحسب بل أيضا أشعر بألم في رأسي كل ما تأتيني هذه الوساوس وأحاول التغلب عليها فمن بعض الوساوس التي تأتيني لي أنا أؤخر صلاة العشاء فعندما أصليها يكون البيت كله نائما فأحس بأني أسمع أصواتا فتأتيني وساوس بأن جنا سيظهر لي فبينما أنا وأنا أصلي يأتي في نفسي وسواس بأن أصلي للجن بدلا من الله والعياذ بالله حتى لا يظهر لي الجن ويؤذيني فأقول لا إني إذا استعذت من هذا الجن فإنه لن يستطيع أن يمسني بسوء وتأتي لي وساوس أن الكفار سوف يعذبوننا فأبدأ بدرب الأشياء من حولي حتى أرى إذا كنت سأتحمل العذاب أم لا وأيضا تأتي لي وساوس عندما أقول كلمة الله فعندما أقول كلمة الله يأتي في بالي صنم أو امرأة لأني كنت أمارس العادة السرية ففي يوم عندما كنت أمارسها كنت أود سماع صوت المرأة التي أشاهدها فبينما أنا وأنا أنحني لتركيب السماعة في الكمبيوتر تهيئ لي أني أسجد لهذه المرأة وما زالت الوساوس التي تأتي لي عن هذه المرأة كثيرة جدا وخطيرة جدا جدا فمنها أنها تأتي لي وساوس بأن هذه المرأة هي الله وأن الله هو هي ووساوس أخرى لا أستطيع الكلام عنها لكثرتها وأيضا تأتي لي وساوس أن الدين الإسلامي دين كئيب فمثلا إذا نظرت إلى الشيوخ لا أجدهم يضحكون أو يبتسمون بل يضحكون ويبتسمون من حين إلى آخر وأيضا (التسريحات التي يفعلها الشباب هذه الأيام يحرمها الإسلام فإذا فعلتها وأنا مؤمن ومقتنع بأنها حرام فهل أكون مسلما عاصيا أم كافرا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم، وهذه التسريحات تشبه باليهود، إنني ذهبت إلى الطبيب النفسي فتأتي لي وساوس أنني طالما ذهبت إليه فإنني في هذه الحالة أكون مجنونا لأنني عندي أدلة كثيرة عن كمولية وجود الله فيأتي لي هذا الوسواس بأني مجنون فكيف أفكر مع العلم أن درجاتي في المذاكرة مرتفعة والحمد لله ويأتي لي وساوس أخرى لا أستطيع الكلام عنها لكثرتها.
رجاء الإجابة على السؤال الذي بين القوسين ( ... ) .
وأيضا الرجاء الإجابة على هذا السؤال والسؤال أنني ألعب لعبة على النت ويمكن أن أخذ اللاعب الذي أملكه وأبيعه لكن الشركة تمنع ذلك لأنها تقول إنها لا تدري ما المصلحة المتبادلة بيننا في بيع هذا اللاعب وأيضا أنها تقول يمكن أن أكون أنا سارق هذا اللاعب وأبيعه وأيضا إنها لا تريد أحدا أن يشتري الألعاب التي تصدرها لأن ألعابها مجانا هذا ما فهمته من الذي كان مكتوبا ولها أسباب أخرى كثيرة والسؤال هو أنني إذا بعت هذا اللاعب مع الرغم مما تقوله الشركة فهل المال الذي سوف آخذه حرام أم حلال؟ هذا وجزاكم الله خيرا. والوسواس تطاردني حتى إني مارس العادة في رمضان لا أستطيع التحمل فكلما تأتي لي الشهوة أتخيل هذه المرأة أمامي ولا أعرف ما أفعل وبعد ما أمارسها أقول إني كفرت أم لا لما قلته لكم فيما سبق لو سمحتم سرعة الرد وإرسال الرد على بريدي الإلكتروني (هناك أسئلة كثيرة لم أقل عليها) بالله عليكم المساعدة.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مثل هذه الوساوس من كيد الشيطان لينكد على المرء حياته ويفسد عليه دينه، فمن أهم ما نوصيه به إغاظة الشيطان بالإعراض عن هذه الوساوس جملة وتفصيلا، وعدم الاستجابة إلى ما يدعوك إليه من انتحار أو غيره، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بسبل علاج الوسواس القهري راجع الفتوى رقم: ٣٠٨٦، وفي حكم الانتحار راجع الفتوى رقم: ٥٤٠٢٦، والفتوى رقم: ١٠٣٩٧، وعليك بالمواصلة في مراجعة طبيب نفسي ثقة ولا تهتم للوساوس التي تريد أن تصدك عن مراجعته والأخذ بما يشير عليك به من علاج، وليس كل من يراجع الطب النفس مجنونا.
ثم إن الجني قد يتلبس بالإنس وهذا أمر ثابت بدلالة الكتاب والسنة فلا يبعد أن يكون بك مس من الجن أو نحو ذلك كالسحر والعين فعليك برقية نفسك ولا بأس بأن يرقيك بعض من عرفوا بالاستقامة إن احتجت إلى ذلك.
واعلم أن ما يأتيك من وساوس تتعلق بجانب العقيدة والإيمان لا تضرك فعليك بالاستمرار في مدافعتها، وانظر الفتوى رقم: ١١٠٢٥٧.
ولا شك أن التشبه باليهود والنصارى أمر محرم بدلالة الحديث الذي ذكرت، والتشبه بهم فيما هو معصية فقط لا يكون كفرا، قوله في الحديث (فهو منهم) أي في الإثم لا أنه يكفر بمجرد هذا الفعل.
قال شمس الحق الأبادي في عون المعبود: وقال القارئ: أي من شبه نفسه بالكفار مثلا من اللباس وغيره أو بالفساق أو الفجار أو بأهل التصوف والصلحاء الأبرار فهو منهم أي في الإثم والخير. اهـ
ولم نفهم ما تقصد بمسألة بيع اللاعب ولكن على وجه العموم إذا كانت هذه الشركة صاحبة هذا المنتج تشترط شروطا معينة فالواجب الالتزام بما تشترط، فمن يخالف هذا الشرط ويتصرف بغير إذنها فإنه يأثم ويكون ما كسبه من مال محرما. وراجع الفتوى رقم: ١٠٨٩١٨.
وننبه إلى أن الاستمناء محرم ويتأكد التحريم ويعظم الإثم بفعل هذه العادة القبيحة في نهار رمضان فالواجب على من وقع في ذلك أن يتوب ويقضي الأيام التي أفسد فيها صومه، وراجع الفتوى رقم: ١٨٧٥٢.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٤ ذو القعدة ١٤٢٩