حكم استخدام السحر لحمل الشخص على الإيمان بالله تعالى
السُّؤَالُ
ـأعيش مع عمي في بلاد الغرب منذ عام كامل، قبل مجيئي إلى هنا والاستقرار معه كنت أعرف أنه غير متدين بل ولديه تساؤلات وانتقادات كثيرة حول ديننا الحنيف، ولكن بعد قدومي بدأنا كثيرا من النقاشات حول الموضوع وربما بسبب قلة علمي كانت والله أعلم حجتي ضعيفة في كثير من الأحيان، وجودي فتح شهيته للقراءة أكثر فبدأ في الإنترنت يشارك في كثير من المقالات وغيرها عن الموضوع، إلى أن وصل به الحال إلى الكفر التام، فهو الآن من أكثر المهاجمين للإسلام في أكثر من مكان وأستطيع أن أقول إنه كافر ولا يؤمن بما أنزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بل إنه لا يؤمن بوجود الله أصلا، لدي سؤالان في غاية الأهمية ويمسان حياتي مباشرة وبما أن السؤالين مرتبطان بشكل كبير فاسمحوا لي أن أضعهم في إطار الموضوع نفسه ولا أفصلهم في رسالتين مختلفتين وأرجو التفهم حيث إن المشكلة في النهاية واحدة.
الأول: خلال إحدى نقاشاتي معه سألته هل يؤمن بوجود الجن ومن ثم بإمكانية حدوث السحر، أجاب أنه لا يؤمن إطلاقا بهما قلت له بالتالي إذا تسنى لك رؤية الجن أو إذا وقع عليك السحر ستؤمن بوجودهما، وبالتالي بوجود الله سبحانه وأن ما أُنزل على محمد حق.. أجاب أنه إذا حدث ذلك معه سيؤمن بالحال بل وسيكون من أشد المدافعين عن الإسلام، الحقيقة أني أريد أن ألجأ إلى هذه الطريقة بعد أن استنفدت أي طريقة أخرى أجعله يعود إلى طريق الصواب بها، فهل يجوز استخدام السحر وتسخير الجن من أجل جعل ملحد يؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى.
السؤال الثاني: عمي هذا هو ولي أمري في الغربة ولا يوجد لي غيره هنا فأهلي جميعا في بلدي فهل يجوز أن أوكله ويكون ولي أمري في حالة زواجي رغم أنه لا يؤمن بالإسلام دينا، وإذا كان غير جائز فما الحل في حالة الزواج مع العلم بأن لا أحد من أقربائي هنا غيره ومن المستبعد جداً حضور أحدهم في حالة الزواج؟ جزاكم الله عنا كل خير.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لعمك هذا الهداية إلى الحق، ونوصيك بكثرة الدعاء له بذلك، وما دمت لست على إلمام بالعلم الشرعي فالواجب عليك الحذر من مجادلته، فقد يلقي الشيطان شبهه في قلبك فيؤدي ذلك إلى هلاكك، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: ٢٩٣٤٧، والفتوى رقم: ٦٣٠٨٢.
وأما بخصوص استخدام السحر أو الجن من أجل أن يسلم هذا الرجل فلا يجوز، فإن الغاية لا تبرر الوسيلة، وما يدريك أن يشفى هذا الرجل مما قد يصيبه، ولو أنه شفي فما يدريك أنه سوف يؤمن بالله بعد ذلك، فقد قال الله عز وجل عن بعض القوم: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ* وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ {يونس:٩٧} ، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: ٩٨٠٣٠.
ويمكنك أن تسلطي على عمك بعض من لهم إلمام بالعلم الشرعي ليحاوروه بالحسنى فلعله يتوب، وننبه إلى أن من أولى ما ينبغي أن يبدأ به في الدعوة قضية الإيمان بالله تعالى ولفت الأنظار إلى بديع خلقه، وهذا فيما يتعلق بالشق الأول.
أما الشق الثاني فجوابه أنه ولا ولاية للكافر على المسلمة، فإن كان عمك على هذا الحال من الإلحاد فلا ولاية له عليك، علماً بأن أباك إذا كان موجوداً وليس به مانع من الولاية فإن العم لا ولاية له ولو لم يكن على الحال التي ذكرت، ويمكن لوليك كأبيك مثلاً أن يوكل من المسلمين عندكم من يتولى عقد نكاحك إن لم يكن بإمكانه الحضور بنفسه، وننصحك بالمبادرة إلى الزواج لتعفي نفسك، خاصة وأنك تقيمين في بلد تكثر فيه أسباب الفتنة، وينبغي أن تختاري صاحب الدين والخلق من الأزواج، وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى رقم: ١٢٥٩٢، والفتوى رقم: ١٣٦٠٤.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٣ ذو القعدة ١٤٢٩