لم يقل أحد من العلماء بعدم قبول توبة الساحر
السُّؤَالُ
ـالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل للساحر توبة؟
مع العلم أنه يفعل بالقرآن ما هو معلوم (والعياذ بالله) من التبول والتغوط على المصحف الشريف وكتابته بالمني وبالمقلوب نعوذ بالله.
ويخوض في ذات الله وفي رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد يسب الله عز وجل نعوذ بالله.
فهل من الممكن أن تقبل توبته أم إنه من الآيسين من رحمة الله.
فقد سمعت خطبه لفضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني بعنوان (الصارم المسلول على شاتم الرسول) .
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقبل إسلام عبد الله بن أبي سرح.
وقد كان يقول لقد كنت أملي على محمد الوحي.
ملحوظة:لقد كتبت كلمات مقطعة الحروف استنكافا من ذكرها متصلة فأرجو المعذرة.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكره السائل صحيح وواقع عند بعض السحرة، وقد ذكره قديماً شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: وإذا تقرب صاحب الروحانيات السحرية وأمثال ذلك إلى الشياطين بما يحبون من الكفر والشرك صار ذلك كالرشوة لهم فيقضون بعض أغراضه، كما يعطي غيره مالاً ليقتل له من يريد قتله.. ولهذا كثير من هذه الأمور يكتبون فيها كلام الله بالنجاسة وقد يقلبون حروف كلام الله عز وجل..... ١٩/٣٤ من مجموع الفتاوى بتصرف.
ولا شك أن هذا كفر، وغاية الساحر أن يكون كافراً -والكافر إذا تاب قبل الله توبته وغُفر له ما أسلف في حال كفره، كما قال تعالى: (قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)
أما ما ذكرته من قصة ابن أبي السرح فيذكرها العلماء في مسألة قبول أو رفض توبة الزنديق الداعي إلى البدعة، والقاتل ونحوهم، وهم يتنازعون في كون التوبة تدفع العقُوبة الدنيوية، إما لعدم العلم بصحتها، وإما لكونها لا تمنع ما وجب من الحد، لكن لم يقل أحد منهم إن الزنديق والساحر ونحوه إذا تاب فيما بينه وبين الله توبة صحيحة لم يتقبلها الله منه، ومن خالف ذلك فقوله باطل بالكتاب والسنة والإجماع.
والله تعالى أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٧ شعبان ١٤٢٣