علاج السحر يكون بالرقى والتعاويذ الشرعية
السُّؤَالُ
ـأنا متزوجة من رجل متزوج، والحمد لله من أسعد الناس، ولكن منذ سنة بدأت معاملته لي تتغير ويبقى صامتا طوال الوقت، ومن يراه يعتقده مريضا أو منزعجا، ولا يستطيع النوم على السرير في غرفتنا، يتقلب ويتخبط دون وعي وأشياء أخرى كثيرة، لا يحب التواجد كثيرا في منزلنا ويصيبه من حين لآخر ضيق نفس والطبيب لا يكتشف شيئا، وما سبب ما يحدث معه، وباختصار اكتشفنا أن زوجته الأولى تسحر له وتطعمه له مع الأكل والشراب، وترمي لنا الماء على باب منزلنا، والأسوأ من ذلك أنه بعد التأكد لا يستطيع مواجهتها أو معاتبتها، فهو يقول إنه عندما يراها يرتبط لسانه ولا يستطيع أن يصرخ بها أو يعاتبها، وقد استشرنا أكثر من شيخ في ذلك وتتم معالجته بالرقى وورق السدر وتلك الوصفات، ولكني لا أرى تحسنا في حاله، ولا يزال منجذبا إليها يريد رؤيتها. فما الحل برأيكم؟ وهل يمكن أن يكون سحرا؟ وما حكم الإسلام في هذه القضية؟ وماذا يجب أن يفعل معها بعد ما اكتشف ذلك خاصة أنها عرفت أننا اكتشفنا الأمر ولا تبالي؟ وكيف يجب أن أتعامل معه لأنني أحس أن صبري قد نفد؟ وشكرا لكم.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوجود السحر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع. وهو من كبائر الذنوب بل من السبع الموبقات، وقد يخرج صاحبه من الإسلام إن اشتمل سحره على شيء من الكفر كالتقرب للجن بالذبح ونحوه، والإهانة للقرآن أو شيء منه، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: ٥٨٥٦.
وما ذكرت السائلة الكريمة يحتمل أن يكون سحرا، ولكن لا يجوز اتهام الزوجة الأولى أو غيرها بعمل السحر بغير بينة مقبولة. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: ٦٣٩٣٧.
وأما العلاج فيكون بحسن الظن بالله والتوكل عليه، وصدق اللجوء إليه والاستعانة به، وكثرة الذكر وتلاوة القرآن خاصة سورة البقرة، والإلحاح في الدعاء، واستعمال الرقية الشرعية، وغير ذلك من وسائل علاج السحر التي سبق ذكرها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: ٢٢٤٤، ٥٤٣٣، ٥٢٥٢، ٤٧٥٢٣. وقد سبق أيضا بيان المظاهر والعلامات التي تظهر على المسحور في الفتويين: ٦٩٦٤٠، ٦٨٣١٥.
وإن ثبت لكم يقينا أو ظنا غالبا أن الزوجة الأولى هي التي عملت هذا السحر، فيجب على زوجها أن ينكر عليها هذا المنكر، وينصحها كي تتوب إلى الله تعالى، ويمكن مراجعة الموقف الشرعي من الزوجة التي تعمل السحر لزوجها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: ٢٤٧٦٧، ٥٤٨٩٤، ٥٣٥١٦.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٧ جمادي الثانية ١٤٣٠