علاج الشك بوجود سحر يمنع من إتمام الخطبة
السُّؤَالُ
ـأرسلت لكم جزاكم الله خيرا سؤالا بسبب تعثر خطبتي في كل مرة، وقبل فترة حلمت والدتي بي وبها حلما أزعجها كثيرا وسبب لها خوفا (حلمت بمطاردة أفعى سوداء، ولكنها لم تتمكن منا، كانت كبيرة جدا وطويلة جدا، تنزل من منحدر على جبل ولها صوت زحف مخيف، ثم ظهرت أخرى بيضاء تتجه نحوي ونحوها بسرعة ولها صوت غريب ثم اختبئنا أنا وهي ونجونا منها) .
أزعجها الحلم كثيرا، وقررت الذهاب بي لأحد الشيوخ هل أذهب أم لا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا. علما بأني متأزمة من موضوع طلاقي بعد الملكة بأسبوع وفسخ خطبتي قبلها بسنة، وتردد كثيرين على خطبتي وتركهم للموضوع بدون سبب، علما أني جميلة وعمري لم يتجاوز ٢٥، محافظة على الصلاة والاستغفار، وبدأت بقراءة البقرة كل يوم. أرجو من كل من يقرأ سؤالي يدعو لي بالزوج الصالح، ويعوضني عن من تركني بدون سبب، وجرحني وسبب لي الإحراج أمام أهلي، والله حتى طريقته في قراره كانت جارحة، ولم يعتذر مني ولا من أهلي.
والله الهم والحزن والدموع أتعبتني كثيرا، علما من هم في عمري أصبح لديهم أطفال، والأصغر مني تمت خطبتهم بسلام؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن موقعنا ليس مختصا بتفسير الأحلام، ولكننا نرشدك إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيمن رأى في المنام ما يكره، ويمكنك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: ٤١٧٩، وفي خصوص ما ذكرته من طلاقك وعدم إتمام خطبتك، فإن كنتم تشكون بوجود سحر يمنع من إتمام خطبتك في كل مرة يتقدم لك فيها خاطب، أو كان سببا في طلاقك، فلا بأس بأن تذهبوا إلى رجل صالح متمسك بالسنة يقوم برقيتك الرقية الشرعية، مع التنبيه على عدم جواز الذهاب إلى السحرة ونحوهم من المشعوذين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. رواه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة والدرامي، وصححه الألباني.
وقد تكلمنا على علاج السحر وما يجوز وما ينهى عنه في الفتاوى التالية أرقامها فلتراجع: ٥٠٢، ١٢٥٧، ٢٢٤٤، ٤٣١٠، ٤٧٣٨، ٥٢٥٢، ٥٦٨٩، وغيرها.
كما يمكنك أن ترقي نفسك، وقد ذكرنا الآيات والأدعية التي تقال في الرقية في الفتوى رقم: ١٣٢٧٧، فراجعيها.
ولا دواء أفضل من التوكل على الله واللجوء إليه، والتذلل له وكثرة دعائه مع ترك الاستعجال، وحسن الظن بالله أثناء الدعاء، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:٦٢} . وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:٦٠} .
وعليك بما ثبت في السنة من أدعية إزالة الكرب والهم والحزن، وقد ذكرناها في الفتوى التالية: ١٦٩٤٦.
وما أصاب المسلم من ابتلاء فصبر عليه فهو خير له، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وأن يرضيك بقضائه، وقد ذكرنا بشارات قرآنية ونبوية لأهل البلاء والمصائب في الفتوى رقم: ١٨١٠٣. ونسأل الله لك التوفيق إلى كل خير وأن يهدي قلبك.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢١ ربيع الأول ١٤٣٠