حول رقية المصاب بالسحر أو العين
السُّؤَالُ
ـمشكلتي وباختصار يا شيخ "مرض والد زوجتي " حالته قبل المرض:- صحة والحمدلله تامة عامة دون مرض بإذنه تعالى حالته بداية مرضه:- حساسية وحكة في جميع أجزاء جسمه, الميل إلى العزلة والوحدة الرغبة في البكاء والشعور بخفقان شديد قرب المغرب ويستمر إلى بعد العشاء, انتفاخ قدمه وساقه وسواده وتغير لونه حالته في مرضه:- ظهور الحساسية كحبات البليلة وبروزها في جميع الجسم, البكاء الشديد والرغبة جديا في الانتحار "وهذا يمس عقيدته وإيمانه والعياذ بالله" فقدان الوعي بالنوم والمنامات المزعجة, عدم القدرة على المشي والوقوف والجلوس حتى الأكل لا يقوى عليه لابد من وجود من يطعمه, اشتداد المرض عليه:- النوم العميق وخاصة وقت الأذان – عند سؤاله هل صليت يقول نعم. وهو لا يصلي – لم يصم رمضان لأنه عندما يصوم يسقط أرضا- ظهور أجراح في جميع جسمه مع نزف الدم – انتفاخ الجسم كاملا – تغير لون جسمه كاملا على الأسود, عندما يجتمع أولاده لرقيته يمرض شديدا ويدخل المستشفى أسابيع, حالته في مرحلة علاجه:- كان علاجه بالقرآن لا يعرف أين هو يقيم لا يستطيع التعرف على المكان ويراه غريبا عنه, خروج رائحة نتنة منه, الشعور بالبرد رغم تغطيته ببطانيتين وأحيانا أربعة, البكاء ليلا ونهارا, رؤية شخص لا يعرفه بشارب أسود ولحية سوداء يمشي على سقف الغرفة ويجر ولدا صغيرا ويلفه بحبل ويلف السقف بالحبل, يرى الأموات أمامه, رؤية حيات في غرفته وضفادع, ورؤية الكنب الذي في غرفته بأنه ماء وشلال وأن سريره معلق في الهواء لا يستطيع النزول منه وأشجار ذات أشواك, علما بأن ذلك كله لم يكن موجودا عند قيامه للصلاة, وأثناء سجوده يقلب على ظهره حاليا:- الحمدلله استمرت رقيته أكثر من سنتين ومرضه استمر أكثر من سبع سنوات ولله الحمد والمنة وبإذنه تعالى أمر الله تعالى بشفائه أصبح يمشي على رجله والانتفاخ زال ولكن اسوداد جسمه لم يزل وخروج قشور من جسمه " طبقة رقيقة بيضاء " ومرضه هو سرطان الجلد والله أكبر بعد تشخيصه من الشيوخ قالوا: إنه معيون, المهم يا شيخ فضلا ورجاء وليس أمرا المطلوب:- برنامج علاجي يداوم عليه ليرقي نفسه " لأن هناك من الشيوخ من يقول بأنه سحر وسحره يجدد باستمرار " علما أنه يا شيخ يبلغ من العمر ٧٧ والحمدلله, الحمدلله أنه رجل صالح والكل يشهد على ذلك من جيرانه ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا, مداوم على صلاة وقيام الليل وصيام نوافل وصلاة التراويح في المسجد الحرام والتهجد, وقام ببناء مسجد بالقرب من بيته وكان المؤذن فيه لفترة, وكان يكنس المسجد بنفسه ويغسل حماماته بنفسه ويدفع للإمام راتبه إلى أن مرض ثم سلم المسجد للأوقاف ليقوموا بذلك نرجو المساعدة أو إرشادنا إلى من يساعدنا.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفي مريضكم ويعافيه ويجعل لكم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ...
وسواء كان الذي به سحر أو عين فلا مانع شرعاً من الذهاب إلى شيخ ملتزم بالسنة ليرقيه بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة. وعليكم أن تحذروا من المشعوذين والدجاجلة، فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، كما في مسند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.
وإذا استطاع أن يرقي نفسه، فلا شك أن ذلك أفضل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ: قل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده. رواه البخاري.
وروى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.
ثم اعلموا أن ابتلاء المؤمن يكون: لتكفير الخطايا ومحو السيئات، كما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
ويكون لرفع درجاته وزيادة الحسنات، كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل ... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري. قال العلماء: يبتلى الأنبياء لتتضاعف أجورهم، وتتكامل فضائلهم، ويظهر الناس صبرهم ورضاهم فيقتدى بهم، وليس ذلك نقصاً ولا عذاباً.
ويكون لتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين، قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:٢-٣} .
فيبتلي الله عباده ليتميز المؤمنون الصادقون عن غيرهم، وليعرف الصابرون على البلاء من غير الصابرين.
وتارة يكون الابتلاء عقاباً للمؤمن على بعض الذنوب، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:٣٠} .
وعلى أية حال، فإن على هذا الشخص أن يصبر لينال أجر الصابرين، فقد جاء في الحديث الشريف: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
ولا مانع من توجيه هذا السؤال إلى قسم الاستشارات في الشبكة الإسلامية.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٤ رجب ١٤٢٩