تقوى الله وع التحصن بالذكر وقاية من الضرر

السُّؤَالُ

ـخطبت بنتا ورأيتها فرحانة في البداية, وما إن أكملت شهرا حتى رأيت تغيرات في معاملتها وفي النهاية تطلب مني أن أبحث عن واحدة غيرها، القصة تحصل معي للمرة الثانية، فهل هذا فعل سحر، في الوقت نفسه أخذت أختي إلى شيخ يقرأ عليها وبدأت تهتز وتبكي وتكلم الجني بأشياء كثيرة منها أنه تسبب في تخريب خطبتي الأولى والثانية وذكر أسماء خطيباتي الأولى والثانية، فهل للمسألتين علاقة, ماذا تنصحوني أن أفعل؟ بارك الله فيكم.ـ

الفَتْوَى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته قد يكون أمراً عادياً سيما وأنه حصل معك مرتين فقط، فقد لا يوافق مزاجك وطبعك طبع خطيبتك ونحو ذلك، فتود التملص منك قبل إتمام الزواج لأن الانفصال قبل الزواج أسهل مما لو كان بعده، فيكون ما يصدر من أختك أو من الجني المتلبس بها كذب، وربما كنت مسحوراً فعلاً، وإذا كان الشيخ الذي أخذت إليه أختك من أهل الصلاح والورع وذكر لك أن الجني قد تكلم على لسانها فقد يكون صادقاً، وإذا كان كذلك فعليك باللجوء إلى ربك سبحانه وتعالى بالدعاء في أن يصرف عنك وعن أختك هذا البلاء، ولا بأس بالرجوع إلى من عرف بالعلم والتقوى ممن له دراية بالرقية الشرعية، ليرقيك ويعالجك مما تظن أنه سحر أو تلبس بالجن، وعليك أن تحذر أشد الحذر من السحرة والمشعوذين فإنهم لن يزيدوك إلا بلاء وخبالاً، فانظر في حال الشيخ الذي أخذت أختك إليه ليقرأ عليها، فإن كان من أهل الصلاح فلا بأس أن يقرأ عليها ويعالجها ويقرأ عليك أنت أيضاً ويعالجك، وإن كان من المشعوذين وأصحاب الخرافة والدجل فيجب عليك تركه وعدم تصديقه فيما أخبر به فأكثره من الكذب إن لم يكن كله وتلك عادة المشعوذين.

والذي ننصحك به وننصح به أهل بيتك جميعاً هو تقوى الله تعالى والبعد عما حرم الله، والمحافظة على الأذكار المأثورة في أوقاتها، وعلى تلاوة القرآن في بيتكم وخاصة سورة البقرة، فمن أنفع ما يقي من السحر بل ومن كل شر: المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة، وعند النوم، وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة، وقد سبق بيان كيفية الرقية الشرعية في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: ٧٣٧٣٩، والفتوى رقم: ٤٣١٠ وبإمكانك أن تطلع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

تَارِيخُ الْفَتْوَى

٠٤ جمادي الأولى ١٤٢٨