حجاب السحر المنسوب كذبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
السُّؤَالُ
ـتحدث رجل عقب صلاة الجمعة عن السحر وكان حديثه طيباً وكان يشير إلى بعض رواة الحديث، وعقب انتهاء كلامه أخرج ورقة ادعى أن النبي أمر علي بكتابتها كحجاب لإبطال سحر وبدأ بيعها بخمس جنيهات لكل شخص وتزاحم الناس لشرائها وطلبت منه أن يشير إلى الدليل من السنة ومن أي المصادر استقى ذلك فلم يجب، أرجو منكم بعد الاطلاع على بعض ما ادّعى إفادتنا بالرد عليه في الجمعة القادمة إن شاء الله.
الورقة التي قام ببيعها تحتوي على الآتي: (بسم الله الرحمن الرحيم ... قهراً للحساد والظالمين الرحمن الرحيم نصراً على الأعداء والنفس والشيطان الرجيم يسراً جلباً للخير ودفعاً للشر) بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. سلام على إبراهيم سلام على آل يس. سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. سلام هي حتى مطلع الفجر. براءة من الله ورسوله. ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم. هذا كتاب من رسوله الله رب العالمين إلى من يطرق الدار من العمار والزوار إلا طارقاً يطرق بخير. فإن لنا ولكم في الحق سعة فإن كنت عاشقاً مولعاً أو فاجراً مقتحماً فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق. إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ... ) ملحوظة: كتبت الورقة التي قام ببيعها وطباعتها بالحاسوب وفيها بعض الأخطاء المطبعية في الآيات القرآنية، فأرجو إفادتنا برد واف لذلك وحكم بيع هذه الأوراق أمام أبواب المساجد؟ أسأل الله أن ينفع بعلمكم ويجزيكم خير الجزاء.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع على ما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهذا، ولا نرى إلا أنه من الافتراء والكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد كان هدي السلف في علاج المصاب الدعاء له ورقيته بالقراءة عليه، وهم أهدى سبيلاً منا وأسبق للخير.
فالواجب الاقتداء بهم واتباعهم في هديهم وعدم الادعاء والافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم، وراجع في كيفية إبطال السحر والتحصن منه الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٠٥٥٦، ٤٣١٠، ٣٤٠٤٢، ٥١٢٠٨.
وما كان مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز بيعه عند أبواب المساجد ولا غيرها، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:٢} ، وعلى المسلم أن ينصح من رءاه يفتري على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحذره من مغبة ذلك، كما عليه أن ينصح من رءاه يشتري هذه الأوراق أو يوزعها، كل ذلك من باب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذا وننبه إلى أن ياسين في قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} ، تكتب بخمسة أحرف ولا تختصر كما تختصر يس في أول سورة يس والقرآن الحكيم.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٥ رجب ١٤٢٧