التجنس بجنسية أجنبية.. رؤية شرعية
السُّؤَالُ
ـأنا مقيمة في كندا هل أخذ الجنسية الكندية تعتبر سيئة جارية للأ طفال وللأحفاد؟
جزاكم الله كل خير.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الولد مثل الصفحة البيضاء، فإذا سبق شيء إليها فإنه ربما يظهر أثره السلبي أو الإيجابي عليها، فإن تربى الولد في بيئة صالحة كان لذلك أثره الإيجابي، والعكس بالعكس، فإن نشأ في مجتمع صالح تعلم منه أعمال وأخلاق الإسلام، ويخشى عليه إن نشأ في مجتمع فاسد المعتقدات والأخلاق أن يرضع منه فساد الأعمال وسوء الاخلاق.
ومن المعلوم عند أهل التربية أن تربية الولد يشترك فيها البيت والمدرسة والمجتمع، فلو تصورنا صلاح أهل البيت فإنه سيشاركها في تكوين عقلية الولد وأخلاقه كلٌ من المدرسة الفاسدة والمجتمع الفاسد، فكان لزاماً على الأبوين أن يبعداه عما يؤثر عليه تأثيراً فاسداً، وينميا فيه فطرة الله التي فطره عليها، ولا يجراه لما يؤثر عليه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه. رواه البخاري ومسلم
وبناء عليه.. فإنه يتعين البحث عن بيئة صالحة يتعلم الأولاد فيها دين الإسلام ونصوص الوحي، ويتربون على أخلاق الإسلام، وننصحكم إن لم تكن إقامتكم هناك ضرورية أو من أجل القيام بالدعوة إلى الله تعالى أن لا تسكنوا في تلك البلاد ولا تأخذوا جنسيتها، وإن كانت هناك ضرورة للإقامة بها وأخذ جنسيتها فإن الضرورة تبيح المحظور، وإذا زال الضرر تعين الرجوع للأصل.
وأما من أمكنه إقامة دينه في تلك البلاد وعلم أنه لن يتأثر بفساد أهلها وكان قائماً بالدعوة إلى الله هناك فلعل مقامه لا حرج فيه وكذلك أخذ الجنسية؛ لما في ذلك من رجحان المصلحة على المفسدة، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: ٣٩٨٢٥ // ٥١٢٨١.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٥ ذو القعدة ١٤٢٦