تحريم الذهاب للكاهن والعراف
السُّؤَالُ
ـأريد أن أسألك سؤالاً شخصياً هاما جداً بخصوص أختي المتعلمة والمتخرجة من كلية الدعوة الإسلامية - قلقيلية وهو أنها متزوجة من رجل منذ ٢٠ سنة، وتبلغ من العمر ٤٢ عاما وعمر زوجها ٥٠ عاما، ولها خمسة أولاد من الذكور وهي تعمل في الزراعة في أرضها لمساعدة زوجها في نفقات الأسرة، وتتحمل تدريس الأولاد والعناية بهم والعناية بشؤون البيت من غسل وتنظيف وترتيب، وأريد أن أشير هنا إلى أن البيت الذي تعيش فيه بيت بدائي متواضع جداً، يضاف إلى ذلك أن والد ووالدة زوجها يعيشان معهم في هذا البيت البسيط، وزوجها متخرج من جامعة النجاح ويعمل في البلدية براتب يبلغ ١٥٠٠ شيقل، ومنذ سنتين تقريباً أصبح زوجها يعامها معاملة سيئة جداً بالرغم من كل ما سبق ذكره، ثمّ هو يريد الزواج مرة أخرى وهو يعجز عن توفير مطالب زوجته وأولاده، وأصبح هذا الشخص شارد الذهن دائماً كثير التفكير، ينظر إلي زوجته وأولاده نظرة العداء والكره، ويقول ويفعل أشياء بغير وعي وكأنه لا يعي ما يقول وما يفعل ـ هذا بالإضافة إلى أنّ هذه الزوجة المذكورة صابرة عليه وعلى تصرفاته ولم تخرج من بيتها حفاظاً على الحياة الزوجية ومصلحة أولادها المتفوقين في المدرسة وأكبرهم سنّاً ستة عشر عاماً، كما أنّها لم تقصر إلى هذه اللحظة في أي حقٍ من حقوقه وحقوق أهله وأولادها، ولم تسع لتخراب بيتها لأنّه تخاف الله ٠
فهل يجوز لها أن تذهب إلى كاهن أو عرّاف ليكشف لها عمّا إذا كان موضوعٌ له حجاب لتخريب العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته من قبل الحاسدين والحاقدين على روعة وجمال حياتهم الزوجية، وهي متزوجة في بلد بعيد عن بلدها الأصلي، وكل الناس يحسدونهم ويستغربون أن تحدث مثل هذه المشاكل الزوجية بينهم ٠
أفيدوني بأسرع ما يمكن بارك الله فيكم وحفظكم ذخراً للإسلام والمسلمين، وأنا في انتظار الرد؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذهاب للكاهن والعراف محرم شرعا؛ لما في الحديث: من أتى عرافا أو كاهنا فصدق بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد..رواه احمد.
وفي حديث مسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
ويشرع أن ترقي هذه المرأة نفسها وزوجها بالرقية الشرعية إن شكت في إصابتهم بالسحر والعين، كما يشرع لها أن تسترقي بعض الرقاة المعروفين بصحة الاعتقاد وبالحفاظ على السنة والالتزام بالطاعة، ولا بأس أن تكلموا بعض العلماء أو الوجهاء أن ينصح الزوج ويبين له أن شرط التعدد وجود القدرة على الواجبات الزوجية، ولتعلموا أنه إن قدر على مستلزمات التعدد فلا يجوز لكم منعه منه.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: ١٢٥٧، ٨٠٦٩٤، ٢١٢٧٨، ٢٢٤٤، ١٠٩٨١، ٦٥٧٤١، ٢٢٩٤٥، ٣٩٥٤٨، ٥٤٦١١.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٨ رجب ١٤٢٩