الفرق بين الفراسة والتنجيم
السُّؤَالُ
ـما هي علامات المنجم؟ وهل علم الفراسة يعتبر تنجيما، والحدس والتنبأ عن أمور بالمستقبل يعتبر تنجيما لأن هناك قصة تقول بأن شخصا من اليمن رأى أطفالا يلعبون ومن بينهم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما جاء اليماني ليخرج رأى الأطفال ولم يجد من بينهم الرسول صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقالوا له إنه عند علي فقال إن هذا له شأن عظيم: تنبأ بخبر الرسول.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المنجم هو الذي ينظر في النجوم، وهو يتقسم إلى قسمين، الأول من يتعلم سير البروج والنجوم لتعلم ساعات الليل وجهات القبلة والاستدلال بالنجوم في السير ليلا وهذا مباح.
والثاني من ينظر في الأبراج معتقدا فيها التأثير، وينظر في الطالع لمعرفة النحوس والسعود، ويتنبأ بما يحصل في المستقبل، فإن هذا نوع من السحر المحرم، وقد ثبت فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس شعبة من السحر. رواه أحمد وأبو داود.
وأما الفراسة فليست من التنجيم، لأن معنى الفراسة القدرة على معرفة بعض الأحوال ببعض العلامات الظاهرة، وليس من التنجيم كذلك الحدس وتحليل ما يتوقع حصوله في المستقبل بواسطة تحليل الأحداث، ويدل لكون الفراسة ليست من التنجيم ما في الحديث: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله. رواه الترمذي وحسنه السخاوي والهيثمي والعجلوني.
وقال ابن القيم: الفراسة الإيمانية سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل والصادق والكاذب، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، وكان أبوبكر الصديق أعظم الأمة فراسة.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع: ٥٠٧٩٠، ٤٧١٤٧، ٥٤٢٥٠، ٢٥٦٦٠، ٥٨٢٧، ٤٣١١، ٤٠٤٥، ٥٥٠٠٦.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٨ ربيع الثاني ١٤٢٦