التحذير من استحسان البدع
السُّؤَالُ
ـأولا أنا آسف على طول سؤالي حيث إنه متعدد الأمور ٠٠٠قال لي أحد أصدقائي الذين يطلقون اللحية أنه من قال ربنا ولك الحمد والشكر وهو قائم من الركوع يكون آثما لأن الرسول لم يقل هذا فقلت له إنه لايحصل شيء لأنها كلمة جيدة ولو أحد قالها للرسول أيامه لأقرها السؤال مثلا على سبيل المثال الصلاة خير من النوم في أذان صلاة الفجر قالها بلال واقرها الرسول ولكن صديقي هذا متشدد ويقول إن الرسول لم يقلها ولو كانت جيده لقالها فقلت له لماذا لم يقل كلمة سيدنا بلال مثلا ويقول إن الواحد يأثم وهو يقولها فهل هذا معقول الواحد يأثم وهو يصلي وأنا أقول له لو الواحد لم يأخذ عليها حسنة لن يأخذ سيئة وأنا أفضل أنه يأخذ حسنة لأن الصلاة كلها دعاء فلا يحصل شيئ من هذه الكلمة فما رأي الدين في ذلك ولا تقولوا لي حاول ألا تقولها فأنا مصر عليها لا على سبيل مخالفة النبي ولكن من ناحية أنها كلمة حسنة وزميلي هذا متشدد أكثر من اللازم حتى يقول الدعاء بعد الأذان إن الواحد لا يقول في نهايته إنك لا تخلف الميعاد مع العلم أن رب العزة قالها في سورة آل عمران إنك لا تخلف الميعاد وأنه يقول إنه من يصدق بعد قراءة القرآن ويقول صدق الله العظيم هذه بدعة وأنا أقول له أيضا قال تعالى ومن أصدق من الله قيلا وآية أخرى ومن أصدق من الله حديثا ويقول كل هذه بدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ويقول إن الحديث الذي يقول إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان إنه موضوع وليس حديثا صحيحا فما رأي الدين في هذه الأمور كلهاـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الابتداع في الدين من أخطر الذنوب، لما يسببه من الضلال لأنه لا يغفر، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة. رواه الترمذي.
وقال: وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي وصححه الألباني وبعضه في مسلم
وقال: إن الله احتجر التوبة على كل صاحب بدعة. رواه الطبراني وصححه الألباني
ومعنى الحديث كما قال ابن القيم، أنه لا يوفق ولا ييسر للتوبة.
وبناء عليه، فإنا ننصحك بالحفاظ على المأثور الثابت من الأذكار والأعمال النبوية وعدم استحسان ما لم يثبت والتعصب له، فإن في الثابت من الأذكار كفاية فداوم عليه، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وأصوبها وأخلصها ولو كان قليلا، فالواجب على المسلم الانقياد لأمر الله تعالى واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الاعتراض على ذلك، أو إحداث شيء في الدين.
واعلم أن حديث: إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد..... اختلف فيه العلماء بين مصحح ومضعف، ولم نر من قال بوضعه. وراجع في تخريجه وفي الكلام على (صدق الله العظيم) وعلى (ربنا لك الحمد ولك الشكر) وفي الكلام على البدع الإضافية الفتاوى التالية أرقامها: ٦٣١، ١٧٦١٣، ٦٨٢٣، ٥٦٢٠٦، ٣٢٨٣، ١٧٣٦١.
وأما (إنك لا تخلف الميعاد) فقد رواه البيهقي في السنن، ونص على مشروعية الإتيان بها ابن قدامة في الشرح الكبير، وراجع الفتوى رقم: ٣٥١٦٧، وراجع في زيادة كلمة الشكر الفتوى رقم: ٣٤٦٢٢.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١١ شعبان ١٤٢٦