بدع في مراسم الزواج تقدح في العقيدة
السُّؤَالُ
ـالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العادة هل هي بدعة؟ أنا فتاة على أهبة الزواج ولكن لنا عادات وتقاليد وهذه العادات هي أن العروسة تتزوج عن طريق عادةهي مشرّعة من طرف ولي صالح سيدي البشير ومهرها ٦٩ملّيم والخاطب لا يأتي بأيّ شيء إلا الأكل خوفا من الولي أن يؤذيه وقبل العرس بيوم يتقرّبون لهذا الولي بذبح خروف أوعجل ويقدّم إلى المدعوّين بأنه بركة من الولي ومن يخالف ذلك فلينتظر المصائب من هذا الولي الذي غضب عليه وألتمس من حضرتكم توضيح وتقدير مهرالزّوجة وترشدوني إلى الطريق الصّحيح في طاعة ربّي وسنّة الرّسول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم تسليما كثيرا
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التشريع في أمر الزواج إنما يتلقى من الشرع الحكيم في كتاب الله وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المقياس الذي يوزن به كل قول، فما وافقه قبل، وما خالفه رد ولا بد.
وإن هذا العادة التي وردت في السؤال مشتملة على كثير من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويتمثل ذلك فيما يلي:-
أولاً: الخوف من أذى الولي، فهو شرك أكبر إن كان خوف سر، وذلك فيما إذا كان الولي ميتاً، أو كان حياً ولكنه غائب.
ثانياً: تحديده للمهر بشيء معين، وقد أجمع الفقهاء على أنه لا حد لأكثر المهر، وقد قال الله في كتابه: وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارا النساء:٢٠ .
ثالثاً: التقرب بالذبح لهذا الولي خوفاً من المصائب، فهذا شرك أكبر، وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله من ذبح لغير الله.
فالواجب على من يمارس هذه العادات والتقاليد أن يتقوا الله، وأن يجتنبوا هذه العادات السيئة، والتوبة من ذلك.. هذا فيما يتعلق بهذه العادة.
أما تقدير مهر الزوجة فقد سبق في الفتوى رقم:
٧٦٥٠ فلتراجع.
وأما الطريق الصحيح في طاعة الله وسنة رسوله، فإن السبيل إلى ذلك هو تلقي العلم النافع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسؤال أهل العلم في كل ما تقدمين عليه من قول أو عمل، هذا فيما إذا كان المقصود طاعة الله ورسوله في عامة الأمر، أما إن كان المقصود أمر الزواج فننصحك بقراءة الكتب التالية:
١- تحفة العروس ... لمحمود مهدي استانبولي.
٢- مقومات السعادة الزوجية للدكتور. ناصر العمر.
٣- رسالة إلى العروسين ... للشيخ سعيد بن مسفر.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٢ جمادي الثانية ١٤٢٣