أسباب غضب الله على اليهود
السُّؤَالُ
ـيقول أحبار اليهود إن إذاعة القرآن الكريم المصرية تذيع سورة يوسف باستمرار بناء على توجيهاتنا ليعلم المصريون قدرتنا على تنظيم اقتصاد مصر في فترة القحط بحكمة يوسف وأن ما فعلته امرأة العزيز ونساء مصر عندما شاهدوا يوسف هي رغبة متوارثة لدى المصريات حتى الآن - ولو كان هناك غضب على اليهود ما كان الله عز وجل أغرق فرعون وقومه عندما أخرجهم من مصر مع موسى عليه السلام- وهاهو ساويرس مسيطر على اقتصادكم في البورصة حاليا واستعنتم بخبرتنا في الزراعة بعد أن صحرتم أراضيكم وأفسدتم ذهبكم الأبيض- فلماذا تكرهوننا- فما هي إجابتكم يا أهل الفتوى؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى كرم بني إسرائيل في العهد الأول، وفضلهم على عالمي زمانهم، وجعل فيهم أنبياء وملوكا، ورفع الله شأنهم فوق شأن الأقباط والكنعانيين الذين كانوا في تلك الأعصر بسبب تمسكهم بالدين، وقد أخذ سبحانه وتعالى عليهم العهد بالتمسك بالدين وأخذه بقوة والإيمان بمن يأتي فيما بعد من الأنبياء مصدقا لما معهم، وقد أدام الله لهم العزة فترة تمسكهم فنصرهم ومكن لهم أيام موسى ويوشع وداود وسليمان عليهم الصلاة والسلام.
ثم إنهم جاءت بعد ذلك منهم قرون تخلوا عن أمر الله وهداه، واتبعوا أهواءهم، فكانوا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون، فقد حاولوا قتل عيسى عليه السلام، وذكر الطبري أنهم قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام. فعند ذلك ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وغضب عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.
وبهذا يعلم أن ما أكرم الله تعالى به الأنبياء الأولين كيوسف وموسى عليهما الصلاة والسلام سببه الطاعة لله، فقد مكن ليوسف في الأرض، وأنجى موسى من فرعون، وأورث قومه الذين كان يستضعفهم فرعون مشارق الأرض المباركة ومغاربها، وأهلك عدوهم وكان هذا كله بسبب التمسك بالدين، وكان هلاك الكفار بسبب ترك الدين، فقد قال الله تعالى في الكفار: فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ {الأنعام: من الآية٦}
وقال في شأن فرعون وقومه: فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً {الحاقَّة:١٠}
وقال في توريث الأرض لبني إسرائيل بسبب الإيمان والتقوى: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {الأعراف:١٢٨}
وبناء عليه، فإنه لا فضل ليهود العصر لكفرهم بالله وحربهم له وإفسادهم في أرضه.
ولو أن المسلمين تمسكوا بدينهم وعملوا بنصائح الناصحين من أمتهم لغير ما بهم وأعزهم ونصرهم ومكن لهم وفتح عليهم بركات من السماء والأرض، فكم حض العلماء على الرجوع بالأمة لدينها وتحكيم شرع الله في الأرض، وحضوا الأمة على استخدام ثروات أصحاب الأموال من المسلمين في استصلاح الأراضي التي يسقيها النيل، وذكروا أن أموال الأغنياء وفلاحة أبناء النيل يمكن أن توفر الخير لجميع المسلمين.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع: ١٧٧٠٨، ٤٤١٩، ٢٨٨٢٥، ٣١٧٦٨، ٣٤٩٦١، ٥٦٤٥١، ٢٦٩١٤، ٣٠١٣٣، ٥٨٧٢٢، ٣٦٧٩٤، ١١٦٤٢، ٣٢٩٤٩، ٧٤٥٠٠.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٠ ربيع الأول ١٤٢٨