التصوف.. تعريفه..نشأته.. حكم الانتماء إليهم
السُّؤَالُ
ـالتصوف ماتعريفه؟ وماهو؟ ومتى نشأ؟ وما مذهبهم؟ وهل هم على حق أم على باطل؟ وما أدلتنا في ذلك؟
وشكراً لكم.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسؤالك عن التصوف بالصورة المذكورة لا تكفي للإجابة عليه فتوى أو مقال، لكننا سنلقي الضوء على أهم ما يقتضيه المقام مع إحالتك على ما يفيدك في ذلك إن شاء الله، فنقول:
أولاً: تعريف الصوفية: اختلفت ألفاظ المنتمين إلى التصوف في تعريفه، حتى أوصلها بعضهم إلى ألف قول، قال السبكي في طبقات الشافعية: قال ابن الصلاح: ورأيت كتاباً في معنى لفظي التصوف والصوفي، جمع فيه من أقوال الصوفية ألف قول، مرتبة على حروف المعجم. انتهى ٥/١٤٠.
وهذا الاختلاف الكبير في تعريف هذه اللفظة يدل على أنها لا تستند على قواعد ثابتة، بل يتم تعريفها من كل فرد على مجرد ذوقه وتجربته الفردية، التي يعتمدها وسيلة للوصول إلى غايته في التعبد، قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل في كتابه هذه هي الصوفية: الذوق الفردي هو وحده وسيلة المعرفة ومصدرها - يعني عند الصوفية - انتهى. ٢١/
ولمعرفة كثير من هذه التعريفات والاصطلاحات راجع كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم لـ التهانوي ٢/١١٠٢.
ومن هذه التعاريف كما قال الشبلي: هو حفظ حواسك، ومراعاة أنفاسك انتهى.
ثانياً: نشأة التصوف: سبق لنا الكلام عنها في الفتوى رقم:
١٣٣٥٣، والفتوى رقم: ٥٩٦.
ثالثاً: حقيقة مذهبهم، وحكم الانتماء إليهم، والسير في ركبهم. وسبق وبينا أكثر هذه الأمور في الفتاوى التالية: ٨٥٠٠، ٣٢٢، ٧٢٣٠، ١٣٧٤٢، ٢٧٦٩٩.
ويمكن للأخ السائل الكريم الرجوع إلى البحث النصي للبحث عن الكلمات الآتية: البرهانية - الخلوتية - الشاذلية - التيجانية - البريلوية.
ومن خلال الاطلاع على الفتاوى الخاصة بها سيعلم حقيقة بعض الطرق الصوفية، ولمزيد من الفائدة والاطلاع راجع فتاوى ابن تيمية رحمه الله في المواضع التالية: ج ٣٦/١٧٦، ١٧٨- ج ٣٦/٧٧: ١٧٨- ج ٣٦/١٩٠: ١٩٦.
وليُعلم أن الطرق الصوفية تتفاوت فيما بينها قرباً وبعداً عن السنة، كما أنها تختلف في مقاصدها وأهدافها قديماً وحديثًا، فلا ينبغي الحكم عليها حكماً واحداً، إذ منهم المبتدعة، ومنهم الزنادقة، ومنهم الزهاد.
قال في رد المحتار نقلاً عن أبي اليُسر: الصوفية أنواع، فمنهم قوم يضربون بالمزامير، ويشربون الخمور. انتهى.
وإننا لننأى بالسائل الكريم أن يزج بنفسه في هذه الطرق لما فيها من البدع والضلالات، ونوصيه بتقوى الله تعالى وطلب العلم الشرعي الصحيح على أيدي العلماء الورعين وأصحاب الحكمة والفطنة، الذين يتبعون منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه. رواه مالك في الموطأ وحسنه الألباني.
ولمعرفة صفات الشيخ الذي تقتدي به في علمك وعملك راجع الفتوى رقم: ١٨٣٢٨، والفتوى رقم: ٢٤٨٧٢.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٣ ذو الحجة ١٤٢٣