حكم جعل الآية أو الحديث عنوانا لموضوع
السُّؤَالُ
ـسؤالي:
هل يجوز أن أضع عنوانا لموضوعي في المنتديات يكون آيه قرآنية، أو حديثا شريفا، وهل يجوز أن نقول الدال على الشر كفاعله أم يعتبر تحريفا للحديث النبوي؟
فأ رجو التكرم بالرد بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في وضع آية قرآنية، أو حديث صحيح كعنوان لموضوع يكون للتذكير والدعوة إلى الخير والتعاون على البر والتقوى، وما زال كثير من العلماء والدعاة إلى الله يضعون عناوين لدروسهم آية أو حديثاً ولا يرون في هذا حرجاً، مع مراعاة المواطن التي توضع فيها هذه العناوين، بحيث تكون محترمة ولا تثير سخرية أو استهزاء بتلك العناوين، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٥٨١١٠، والفتوى رقم: ٣٦٩٤٤.
كما أن قول: الدال على الشر كفاعله، لا بأس به أيضاً إذا لم ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم على أنه من قوله، ولا يعتبر في هذا شيء من التحريف بل هذا القول ثبت معناه في آيات وأحاديث صحيحة، ومن ذلك: لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاء مَا يَزِرُونَ {النحل:٢٥} ز
قال ابن كثير في تفسير الآية: أي: يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم. انتهى.
وصح من الأحاديث ما يفسر الآية السابقة، ويؤيد صحة القول المسؤول عنه، ومن ذلك حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٩ ربيع الثاني ١٤٣٠