خلاف العلماء في سبب سقوط البسملة من أول سورة التوبة
السُّؤَالُ
ـلما ذكر أبو داود أن ابن عباس سأل عثمان بن عفان رضي الله عنهم لماذا لم يضع البسملة في أول التوبة فقال إنها والأنفال قصة واحدة أي سورة واحدة فيكون سورة الحديد رقم: ٥٦ وهو الوزن الذري للحديد وإذا كان الشافعي وبعض العلماء قالوا بأن البسملة آية من كل سورة فتكون الآية التي ذكرت فيها آيه رقم: ٢٦ وهو الرقم الذري للحديد وهذه معجزة لذكر ما غاب عنا مثل والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون وهذه حقيقة علميه لاتساع الكون فهل هذا صحيح؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ف اعلم أن العلماء قد اختلفوا في سبب سقوط البسملة من أول سورة التوبة على أقوال خمسة:
الأول: أنها نزلت على معهود العرب في أنهم إذا كان بينهم وبين قوم عهد أرادوا نقضه كتبوا كتابا بدون ذكر البسملة.
الثاني: هو ما ذكرته عن عثمان وهو أثر حسن أخرجه الترمذي وصححه الحاكم.
الثالث: قيل كانت كالبقرة فنسخ منها أولها ومنها البسملة.
الرابع: أن الصحابة اختلفوا على قولين هل هما سورتان أم سورة فتركت بينهما فرجة فاصلة بلا بسملة جمعا لقول الفريقين.
الخامس: وقال علي ابن أبي طالب البسملة أمان وبراءة نزلت بالسيف وليس فيه أمان.
هذا خلاصة ما ذكره أهل التفسير كالقرطبي وابن كثير رحمه الله.
والقول الثاني أقربها صحة وثبوتا.
وأما كون بسم الله آية من كل سورة، فمذهب الحنفية أنها ليست آية في بدايات السور في أي سورة كما نقل ذلك الجصاص، وذهب الشافعي إلى عكس هذا القول، وقول أبي حنيفة هو قول مالك والأوزاعي ورواية عند أحمد كما في المغني.
وللفريقين أدلة معلومة في مظانها متقاربة في القوة، وهي مسألة شهيرة صنفت فيها مصنفات مستقلة.
وما ذكرته من اكتشاف ذري للحديد يستأنس به لكن لا مدخل له للترجيح بين الأقوال هنا.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٤ رمضان ١٤٢٩