حكم التلاوة إذا كان القارئ يخطئ أخطاء تحيل المعنى
السُّؤَالُ
ـأم زوجي عمرها اقترب من ٧٠ سنة وقد تعلمت حتى الصف الثاني الابتدائي وإتقانها للقراءة ضعيف ولكنها تحب قراءة القرآن جداً، ولكنها تُخطئ كثيرا في قراءة القرآن سواء في حركات الحروف أو حتى في الحروف نفسها فتترك بعض الحروف من الكلمة أو تأتي بحروف زائدة عن الكلمة فمثلا تنطق كلمة سبح تنطقها سبحان او يسبح وكلمة جاءها تنطقها جاء وهكذا فهي تقرأ معظم القرآن بطريقه خاطئة، وسؤالي: ما حكم هذه القراءة مع العلم بأنها ليس لها القدرة على التعلم وهل أقول لها أن تكف عن قراءة القرآن أم يُترك أمرها إلى الله، وهل عليّ ذنب في سماعي لأخطائها وعدم تصحيحي لها لكثرة الأخطاء؟ وشكراً لكم.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت أم زوجك تخطئ في تلاوة القرآن خطأ يغير المعنى فإن عليها أن تقتصر على ما تحسن تلاوته وتتوقف عن الباقي، ويكفيها أن تستمع له من قارئ مباشرة أو عبر شريط مسجل.
وأما الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. فهو فيمن لا يغير المعني بل يستطيع القراءة، ولكن يتردد فيها لضعف حفظه وعدم سهولة نطقه لعدم الإكثار من القراءة ونحو ذلك، فلا يصح الاحتجاج بها على مثل حالة هذه المرأة، قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: الماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة لجودة حفظه، وإتقانه.. وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران: أجر بالقراءة، وأجر بتعتعته في تلاوته ومشقته.
قال القاضي وغيره من العلماء: وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرا، لأنه مع السفرة، وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه. والسفرة الكرام البررة هم الملائكة.
والذي يجب عليك هو نصحها بعدم قراءة ما لا تحسن، ولو تمكنت من تحسين قراءتها لبعض السور فهو أمر حسن، ولا ينبغي السكوت إذا سمعت منها خطأ أثناء تلاوتها، بل ينبغي أن تعلميها الصواب ولك في ذلك أجر.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٨ ربيع الثاني ١٤٢٨