حدود التعامل مع الكفار بيعا وشراء
السُّؤَالُ
ـهل يجوز الذهاب إلى محلات ماركس اند سبنسر اليهودي المعروف مع العلم انني لم اذهب اليه منذ ١٨ عاما أما الآن وبما أنه تم افتتاحه في قطر ودبي وبلدان الخليج وأولادي يطلبون مني الذهاب اليه والشراء منه فما رأيكم أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيراًـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالإسلام أباح للمسلمين أن يتعاملوا مع الكفار بيعاً وشراءً، بشرط أن لا يكون في أمر محرم، كالتعامل بالربا، وشراء أو بيع الخمر أو الميتة أو الدم أولحم الخنزير، أو نحو ذلك.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل معهم، وقد توفي صلوات الله وسلامه عليه ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير، كما في البخاري وغيره، وكان الصحابة في عصره وبعده يتعاملون معهم، ولكن إذا رأى المسلمون أن في مقاطعة بضاعتهم مقاطعة اقتصادية مصلحة شرعية فعليهم أن يفعلوا ذلك وأن يلتزموا به.
وكذلك إذا كانت طائفة منهم محاربة وكان تعاملنا معهم يزيد اقتصادهم نمواً ويقوي شوكتهم على المسلمين، فإنه يجب علينا مقاطعتهم لئلا نكون عوناً لهم على أنفسنا.
وعليه فإذا ثبت أن هذه المحلات المسؤول عنها أو غيرها ممن يدعم اليهود المغتصبين الظالمين فعلينا أن نقاطعهم وأن نلتزم بذلك جميعاً، كما يجب على المسلمين أن يكونوا يداً واحدة على عدوهم، وأن يتعاونوا فيما بينهم في كل المجالات، وأن تكون قضية بعضهم قضية للجميع، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" كما في الصحيحين عن النعمان بن بشير كما أن غيرهم من ملل الباطل كاليهود والنصارى والهندوس كذلك فالمسلمون أولى بذلك لأنهم مجتمعون على الحق والعدل قال تعالى: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) الأنفال: ٧٣ .
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٦ صفر ١٤٢٠