من أسباب عدم استحضار نصوص الوحي
السُّؤَالُ
ـأنا أحفظ ولله الحمد ٢٣ جزءا من القرآن ولكن توقفت عن الحفظ بعض الشيء في أيام دراستي، ولكنني أعاوده وأنتظم عليه في الاجازة ... ولكن هناك شيء ألحظه عندما أواجه مشكلة لا أستعين بكلام الله من القرآن وأحيانا أنسى الأحاديث عند مواجهة موقف أو في الحديث مع شخص لا أدري هل هذا ضعف إيمان مني أم عدم فهمي الجيد للقرآن أم نسياني المستمر له.. أفيدوني في ذلك؟ جزاكم الله خيراً.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئ السائلة الكريمة على حفظ هذا القدر من كتاب الله تعالى، ونحثها على مضاعفة الجهد حتى تستكمل حفظه، ولتكثر من مراجعته وتلاوته وتدبر معانيه والارتباط به في حياتها كلها حتى تكون ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
فالارتباط بكتاب الله عز وجل والصلة به وبنصوص الوحي عموماً ينير البصيرة ويطلق اللسان ويقوي الذاكرة، فإذا امتلأ القلب بالقرآن والحديث انطلق به اللسان وظهر على الجوارح وتأثر به الفكر والتصرفات، فكل إناء بالذي فيه ينضح كما يقال، ولذلك فلعل ما تجده السائلة الكريمة من عدم استحضار نصوص الوحي للاستعانة بها أو الاستدلال مرده إلى عدم المراجعة والتدبر لكتاب الله تعالى وعدم الارتباط به كما ينبغي، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة لضعف الإيمان أو التقصير في طاعة أو ارتكاب معصية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد والترمذي وغيرهما.
ومن شؤم المعاصي والغفلة أنها تبلد الذهن وتضعف الذاكرة وتحرم من نور العلم، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ... * ونور الله لا يهدى لعاصي
ولهذا فإننا ننصح السائلة الكريمة بتقوى الله تعالى وتجديد التوبة دائماً والمحافظة على الفرائض وفعل ما استطاعت من النوافل، فقد قال الله تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {الأنفال:٢٩} ، وقال تعالى: وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ {البقرة:٢٨٢}
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٥ شوال ١٤٢٦