محاذير قراءة قارئ القرآن جهرا يوم الجمعة أمام الناس
السُّؤَالُ
ـبسم الله الرحمن الرحيم
عقب تلاوة القرآن قبل الأذان في المسجد وخاصة يوم الجمعة يقول قارئ القرآن عند الانتهاء الفاتحة ويقوم الناس برفع أيديهم وقراءة الفاتحة طبعا سرا وكل على حدة فهل هذا صحيح وهل يجب أن أقرا الفاتحة بعدما يقول القارىء الفاتحة وإذا كان يجب علي قراءتها فهل يجب رفع يدي كما أرفعهم للدعاءـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم رحمك الله أن ما يفعله هذا القارئ من رفع صوته بالقرآن أمام الملإ في المسجد قبل الخطبة يوم الجمعة وقوله عند الانتهاء "الفاتحة" ورفع الأيدي عند ذلك كله غير مشروع لأمور:
الأول: أن هذا الفعل أمر محدث لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من صحابته الكرام، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
الثاني: أن هذا الفعل فيه مخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم: ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. رواه مالك في الموطأ ورواه عبد الرزاق بلفظ: ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة.
الثالث: أن هذا فيه تشويش على المصلين التالين للقرآن.
الرابع: لما في ذلك من خطر الرياء على هذا القارئ الذي يجهر بالقراءة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن حذافة لما جهر بالقراءة: يا ابن حذافة لا تُسمِعني وأسمع ربك. رواه أحمد وابن أبي خيثمة، وحسنه الحافظ في الفتح.
وكذلك قراءة الفاتحة عند الانتهاء ولو سرا ورفع الأيدي أمر محدث لم يشرعه الله عز وجل، ولا سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم.
وعليه، فلا تشاركهم في هذه البدعة وإن استطعت أن تنصح هذا القارئ بالحكمة والأسلوب الحسن فبها ونعمت.
وانظر الفتوى رقم: ٣٧٠٩٣.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٠ ربيع الثاني ١٤٢٥