ثواب الماهر بالقرآن والمتتعتع
السُّؤَالُ
ـعند قراءة القرآن أجد صعوبة في نطق بعض الآيات هل هذا يجوز علماً أني لا أتعمد وأبذل قصارى جهدي؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دمت تبذل قصارى جهدك في ترتيل القرآن الكريم إلا أن بعض الكلمات يشق عليك نطقها النطق الصحيح فلا شيء عليك، وينبغي مواصلة القراءة حتى تتجاوز هذه المرحلة إلى غيرها.
وقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران".
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: الماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة لجودة حفظه، وإتقانه.. وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران: أجر بالقراءة، وأجر بتعتعته في تلاوته ومشقته.
قال القاضي وغيره من العلماء: وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجراً، لأنه مع السفرة، وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه.
والسفرة الكرام البررة هم الملائكة.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٤ رمضان ١٤٢٣