سماع القرآن لا يغني عن تلاوته
السُّؤَالُ
ـمن المعلوم أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر القرآن فوق ثلاثة أيام فماذا تفعل المرأة الحائض إذ قد تطول المدة إلى ٥أيام أوأكثر
وهل يغني سماع القرآن عن تلاوته؟
بارك الله في جهودكم وسدد خطاكمـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الذي تمنع منه الحائض هو مس المصحف، وليس قراءة القرآن عن ظهر قلب، وفي الجوابين رقم ٤٦٨٧، ٢٥٩
تفصيل لهذا الموضوع.
أما سماع القرآن فلا يغني عن تلاوته، وإن كان مرغباً فيه مندوباً إليه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يحب أن يسمع القرآن من غيره، كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اقرأ علي" قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "فإني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: "أمسك فإذا عيناه تذرفان".
وفي المستدرك وصحيح ابن حبان عن أبي موسى الأشعري قال: "استمع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل، فلما أصبحت قال: "يا أبا موسى استمعت قراءتك الليلة، لقد أوتيك مزماراً من مزامير آل داود" قلت: يا رسول الله لو علمت مكانك لجبرت لك تجبيراً".
وكان السلف يقولون: ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن، لقول الله عز وجل (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) الأعراف:١٠٥ ولعل من الله واجبة.
وفي الفتوى رقم
٤١٢٩ مزيد فائدة في هذا الموضوع.
وننبه إلى أن هجر القرآن مذموم؛ لقوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان:٣٠) لكن لا نعلم دليلا على ما ذكرته السائلة من تحديد ذلك بثلاثة أيام.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١١ جمادي الأولى ١٤٢٢