الإخفاء وألف الوصل وهمزة القطع
السُّؤَالُ
ـهل يصح إظهار الميم والنون الساكنتين عندما تكونا موضع إخفاء وهل يرى ذلك بعض أئمّتنا من القرّاء.
وهل في القراءة العادية بأحكام التجويد إثم أو كراهة.
وهل ألف الوصل بداية الجملة تقرأ كهمزة القطع: (قراءة وليست كتابة)
اضرب ------ إضرب، اهدنا ------- إهدنا، اتل ------ أُتلُ
وهل إذا دخلت أل التعريف على كلمة تبدأ بألف الوصل تقرأ بداية بكسر اللام سواء كانت بداية الجملة أو وسطها:
مثال: اسم، الاسم ---- تقرأ لِسم
أفيدوني في شيءٍ من التفصيل؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اتفق علماء القراءة على إخفاء النون الساكنة قبل خمسة عشر حرفا وهي: التاء، والثاء، والجيم، والدال، الذال، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والفاء، والقاف، والكاف.
وقد جمع بعضهم هذه الحروف في أوائل كلمات هذا البيت: ((صف، ذا، ثنا، كم، جاد، شخص، قد، سما، دم، طيبا، زد، في، تقا، ضع، ظالما))
ولم نقف على من قال بإظهار النون من القراء عند الحروف المذكورة. وأما الميم فيكون إخفاؤها عند الباء فقط، وهو مذهب الجمهور واختاره الداني كما قال صاحب النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع: وهو الأشهر المعمول به. وقال: وقيل بإظهارها. ولم نقف على من قال بذلك.
والإخفاء هنا حالة بين حالتي الإظهار والإدغام لأن هذه الحروف لم يتحد مخرجها مع مخرج الميم والنون فتدغم ولم يبتعد عنها فتظهر.
وأما القراءة العادية فإن كان قصدك بها القراءة بدون الالتزام بأحكام التجويد من الإتيان بالمد والقصر والإظهار والإدغام ... فإن ذلك لا يجوز لما فيه من مخالفة أمر الله تعالى بترتيل القرآن الكريم كما قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا {المزمل: ٤}
وقال ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لا زم من لم يجود القرآن آثم.
لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا.
وقد قسم العلماء القراءة إلى ثلاث مراتب هي: الترتيل وهو التحقيق، والتدوير، والحدر، ولا بد من الالتزام بأحكام التجويد في المراتب كلها.
وأما الهذرمة بسرعة تضيع أحكام التجويد فلا تجوز وكذلك التمطيط والزيادة فيها.
ونرجو أن تطلع على الفتاوى التالية أرقامها: ٣٧٧٢٤، ٤٧٤٠٩، ٥١٧١٥. للمزيد من الفائدة عن مراتب التجويد وكيفية الأداء.
وأما همز الوصل فإنه يسقط في درج التلاوة ويبدأ به همزاً محققاً من مخرج همز القطع عند الابتداء به، وينطق مفتوح الهمزة إذا كان مع: أل، وبالكسر إذا كان مع غيرهما ما لم يكن ثالثه مضموماً، فينطق به عند الابتداء مضموماً، ومن الأمثلة على ذلك ما أشرت إليه. ويكتب ألفا بدون نبرة همز على كل حال. وضبطه المشارقة في المصحف بوضع علامة سكون فوقه، أما المغاربة فضبطوه بوضع نقطة كبيرة فوقه أو تحته أو وسطه حسب نطقة كما أشرنا.
وأما دخول: أل التعريف على كلمة تبدأ بهمز الوصل فإنه لا تأثير له على القاعدة التي ذكرنا، فيحقق همز أل عند الإبتداء. وأما همز وصل الكلمة فيسقط في اللفظ على كل حال، لأنه أصبح في وسط الكلمة.
ومثاله في القرآن الكريم قول الله تعالى: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ {الحجرات: ١١}
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٨ شوال ١٤٢٦