مخارج الحروف على وجه الإجمال.
السُّؤَالُ
ـما هي مخارج الحروف؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمخارج الحروف في اصطلاح علماء التجويد جمع مخرج، والمراد به محل خروج الحرف -أي ظهوره- الذي ينقطع عنده صوت النطق به فيتميز به عن غيره. والمقصود بالحروف هنا حروف التهجي التي هي أ، با، تا، ثا، ... لا حروف المعاني المذكورة في حروف العربية كباء الجر وسين التنفيس وهمزة الاستفهام ... الخ
هذا ويعرف مخرج الحرف بأن يسكن ويدخل عليه همزة الوصل، فحيث ينتهي صوته فثم مخرجه المحقق، وحيث يمكن انقطاع الصوت فثم مخرجه المقدر. وهذا خاص بمخرج حروف المد الثلاثة.
هذا ومن الجدير بالذكر هنا أن علماء القراءة واللغة اختلفوا في عدد مخارج الحروف، فمنهم من عدها ستة عشر مخرجاً كما هو مذهب سيبويه ومن تبعه كالشاطبي وابن بريّ، ومنهم من عدها أربعة عشر مخرجاً كما هو مذهب الفراء وقطرب وغيرهما.
والذي عليه الجمهور أن مخارج الحروف سبعة عشر، وهذا مذهب الخليل بن أحمد، واختاره الحافظ الجزري وإليه أشار في المقدمة الجزرية بقوله:
مخارج الحروف سبعة عشر *على الذي يختاره من اختبر.
وتنحصر المخارج على هذا المذهب في خمسة مخارج عامة وهي:
(١) الجوف: ويخرج منه مخرج واحد وهو مخرج حروف المد الثلاثة.
(٢) الحلق: ويخرج منه ثلاثة مخارج لستة حروف.
(٣) اللسان: ويخرج منه عشرة مخارج لثمانية عشر حرفاً.
(٤) الشفتان: ويخرج منه مخرجان لأربعة أحرف.
(٥) الخيشوم: ويخرج منه مخرج واحد وهو مخرج الغنة.
ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتب المصنفة في أحكام التجويد فإنها كفيلة ببيان مخارج الحروف وصفاتها على وجه التفصيل.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٣ ذو الحجة ١٤٢٦