الرسائل التي يدعى أنها تقضى بها الحوائج ويطلب نشرها
السُّؤَالُ
ـفلدي أكثر من سؤال عن قضية واحدة, وأتمنى أن تكتبوا عنها أيضا موضوعا لأنها بدأت تنتشر وبكثرة في وطننا العربي, وأرجو أن أعلم ما حكم موقفي وتعاملي مع كل موضوع ...
أولا, أنا كشاب مسلم قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله, وحضرت دروسا في حصة التربية الإسلامية عن العقيدة, تعاملي مع هذه القضية أنني فقط مسلم ولست عالما مسلما, فلا أكفر وأخرج الأحكام لأن الحكم لله تعالى والرسول مبلغا عن ربه, وأن الإسلام جاء ليحرر عقول الناس من الخرافات والجهل والعبودية إلى العلم والإيمان ... وأتمنى أن توضح لي الموضوع لأنني أخاف أن أكون قد تعاملت مع إحداها بطريقة خاطئة ...
تأتينا عادة الرسائل على الإنترنت في ثلاثة هيئئات (التي تخص الشريعة) ...
الأولى: شخص رأى في المنام أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أو صحابي أو صحابية (رضوان الله عليهم) وأخبره وحدثه مثلا أن يقول كلمة معين عشرون مرة فيحدث له شيء جميل الخ, وبدون سند أو حتى حديث يدل على ذلك.
وإحدى الأمثلة: رجل من الصالحين قال كلمة وبعد سنة عاد وقالها, فالملائكة مند أن قال الرجل الكلمة أول مرة لم تنته بعد من كتابتها حتى بعد سنة ...
أنا لا أعلم هل هذا صحيح أو غير صحيح, ولكن طالما لا أجد حديثا أو سندا أتأكد منه فلماذا أؤمن به , أين مصدره؟ هل هذا صحيح أم أنني مخطئ.
وأيضا الرسول أكمل وأتم دينه (ورضيت لكم الإسلام دينا) صدق الله العظيم, فلماذا أعتقد حتى لو أن ذاك الشاب كان قد رأى ذلك الحلم حقيقة أن علي إتباع حلم شخص لا أعلمه وحتى إذا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أتم رسالته.
هل هذا صحيح, أم أنني مخطئ.
الثالثة: الرسالة إدا بعثتها يصيبك خير وإذا لم تبعثها يصيبك شر ...
والمصيبة في الموضوع قام أحد أصدقائي ببعثها لي, فتقول الرسالة تمنى أمنية ثم أقرأ القصيدة وستتحقق أمنيتك!!!
رددت على صديقي أن هذه الرسالة خطيرة, لأن من يرزق الإنسان , وأيضا من يستجيب دعاءه ويحقق أماني الإنسان هو الله عز وجل (في حين أن توكل عليه وسعى بجد) إنشاء الله ...
وأخبرته أن هذه الرسالة "قد" تؤدي إلى الكفر (ولم أكفر لأن هناك شروطا للتكفير ولأن هدا عائد لله سبجانه وتعالى) , في حين أن أعتقد أن هذه الرسالة ستحقق الأماني وستجلب له المنفعة وإذا ما بعثها ستجلب له الضر ...
ولكن للأسف صديقي لم يهتم وأخد يبعث لي المزيد من هذه الرسائل ولا أعلم إن كان يصدقها أو لا يصدقها, هذا أمر راجع له وبينه وبين الله عز وجل....
وآسف على الإطالة, ولكن ئتمنى لو أنك تستطيع إيضاح حكم هذه الرسائل الثلاث, وإن كنت قد أخطأت في التعامل مع هذه الثلاثة الرسائل حتى أصحح خطئي.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القول بأن قراءة أو إرسال شيء ما تقضي به الحوائج، وأن من لم يرسله يلحقه ضرر يعتبر من الخطأ البين، وقد تكلمنا على مثل هذه المرائي وعلى الذكر الذي قاله أحد السلف.
في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٣٣٠٤، ٢٠٢٦، ٨٠٩٦٣.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٦ جمادي الأولى ١٤٢٩